للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهدُ في قوله: (البُصْريّ) وهو منسوبٌ إلى بُصرى، وهي مدينة بالشام، ويجوز في النسب إليها بُصرويّ كما يُقالُ في حُبْلَى: حُبلويّ.

وصف قومًا انهزموا فأعمل فيهم السيفُ، وأراد بالبُصريّ سيفًا طُبع ببصرى. والطوائفُ: النواحي. والوَذَم: سيورٌ تشدُّ بها عراقي الدلوِ إلى آذانها، فشبَّه وقع السيف بأعناقهم بوقعه بها.

وأنشد في باب الإضافة إلى بنات الحرفين (١٩٣٠):

[٨١٠] وما الناسُ إلا كالديار وأهلُها … بِها يوم حلُّوها وغدْوًا بلاقِعُ

الشاهد في قوله: (غدوًا) وبنائه على الأصل، والاستدلال بهذا اللفظ على أن (غدًا) أصله غَدو بإسكانِ الثاني، فإذا نسب إليه ورد المحذوف منه قيل: غدويٌّ، فلم تسلب الدالُ الحركة؛ لأنها جرتْ على التحرك بعد الحذْف، فجرتْ على ذلك في النسب والرد إلى الأصْل.

يقول: الناس في اختلاف أحوالهم من خيرٍ وشرّ واجتماعٍ وتفرَّقٍ كالديار، مرَّةً يعمرها أهلها ومرَّة تُقفر منهم. والبلاقع: الخالية المتغيّرة، واحدُها بَلقع.

وأنشد في باب آخر من أبواب النِسبة (١٩٣١):

[٨١١] هذا طريق يأزمُ المآزما … وعضواتٌ تقطع اللَّهازما

الشاهد في جمعه (١٩٣٢) عضةً على عضواتٍ، فدل هذا على أنها محذوفة اللام، وأنها من ذواتِ الاعتلال، فإذا نُسب إليها على هذا قيل: عضويٌّ، ومنهم من يجعل المحذوف منها هاءً فيقول في النسب إليها: عضهيٌّ، وعلى هذا جُمعت بالهاء فقيل: عِضاهُ. والعِضة من شجرِ الطلْحِ وهي ذاتُ شوكٍ. يقولُ: من سار في هذا الطريقِ بينَ


(١٩٣٠) البيت بلا عزو في الكتاب ٢/ ٨٠، وهو للبيد في شرح ديوانه ١٦٩.
(١٩٣١) البيتان بلا عزو في: الكتابة ٢/ ٨١، الخصائص ١/ ١٧٢، النكت ٨٩٥، شرح المفصل ٥/ ٣٨، اللسان (أزم، عضه).
(١٩٣٢) في ط: جمع.

<<  <   >  >>