للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨٦٥] فأَقْبِلْ على رَهْطِي ورَهْطِكَ نَبْتَحِثْ … مَسَاعِيَنا حَتّى تَرَى كيف نَفْعَلا

يُريدُ كيفَ نَفْعَلَنْ بالنونِ الخفيفةِ والبَدَلِ منها كما تَقَدَّمَ.

يقولُ لِمَنْ فاخَرَهُ: أَقْبِلْ على ذِكْرَ مَفَاخِرِ قَومِك وأُقْبِلُ على مِثْلِ ذلك مِن قَومي، وابحَثْ عن مَسَاعِيهما حَتَّى يتبيَّنَ فَضلُ بَعْضِهما على بعضٍ، وتَرَى فِعْلِي في مُفاخَرَتِكَ وفِعْلَكَ في مُفَاخَرَتي.

وأنشد في البابِ (٢٠٥٦):

[٨٦٦] أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلا

الشاهدُ في قولِهِ: (تَمْدَحَنَّ) بالنونِ الثقيلةِ.

وكِندَةُ قبيلةُ من اليَمَن بن كهْلانَ بن سَبَأٍ (٢٠٥٧). والقَبِيلُ: الجماعَةُ من قومٍ مختلفينَ، والقبيلةُ: بَنُو أَبٍ واحِدٍ، وأرادَ بالقَبِيلِ ها هنا القبيلةَ لتَقارُبِ المعنى فيهما.

وأنشد في البابِ (٢٠٥٨):

[٨٦٧] نَبَتُّمْ نَبَاتَ الخَيْزُرانِيَّ في الثَرَى … حَدِيثًا مَتَى ما يأْتِكَ الخَيرُ يَنْفَعا

الشاهدُ في إِدْخالِ النونِ على (يَنْفعَنْ) وهو جَوابٌ الشَرط، وليسَ من مواضعِ النونِ لأنّه خَبَرٌ يَجوزُ فيه الصِدقُ والكذِبُ، إلّا أَنَّ الشاعِرَ إذا اضطُرَّ أَكَّدَهُ بالنونِ تَشْبيهًا بالفِعلِ في الاستِفهامِ لأنَّه مستقبلٌ مِثلُهُ.

هَجَا قَومًا فوَصَفَهم بحدثانِ النِعْمَةِ. والخَيْزُرانيُّ: كُلُّ نَبْتٍ ناعِمٍ، وأرادَ بالخَيرِ المالَ.


(٢٠٥٦) البيت لمقنع في الكتاب ٢/ ١٥١، وهو لامرئ القيس في ديوانه ٣٤٩، وبلا عزو في: الأشموني ٣/ ٢١٤ الخزانة ٤/ ٥٥٨، وصدره:
قالَتْ فْطَمةُ حَلَّ شِعرَكَ مَدْحَهُ
(٢٠٥٧) وكندةُ هو ثور بن عُفَير بن عَدِيّ بن الحارث بن مُرّة بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن زيد بن كهلان. الاشتقاق ٣٦٢، جمهرة أنساب العرب ٤٢٥.
(٢٠٥٨) البيت بلا عزو في الكتاب ٢/ ١٥٣، وهو للنجاشي الحارثي في شعره: ١١٠.

<<  <   >  >>