للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد في البابِ للعَنْبَريّ (١٠٠٢):

[٤١٦] وجَدّاءَ ما يُرْجَى بها ذو قَرابَةٍ … لِعَطْفٍ وما يَخْشَى السُماةَ رَبِيبُها

الشاهدُ فيه خَفْضُ جَدّاءَ على إضمارِ (رُبَّ)، وقد تَقَدَّمَتْ عِلَّةُ إضمارِها واختِلافُ النحويّين (١٠٠٣) في تقديرِها.

والجَدّاءُ: فَلاةٌ لا ماءَ بها، وأصلُه من الجَدَّ وهو القَطْعُ لانقِطاعِ مائها. والسُماةُ جَمعُ سامٍ وهو الذي يَسْمو لِصَيْدِ الوَحْشِ في سَمومِ الحَرِّ عندَ كُنُوسِها، ويُقال له: المُسْمِي أيضًا.

والرَبيبُ: ما تَرَبَّبَ من الوَحْشِ فيها، والمعنى انَّها فَلاةٌ لا ماءَ بها (١٠٠٤) ولا عُمْرانَ "فيها" فيكون فيها رَبِيبٌ من الوَحْشِ يُصادُ فَيَخْشَى الصائدَ، أيْ: لا وَحْشَ بها لِبُعْدِها عَن العُمْرانِ. وقلّةِ خَيرِها.

وأنشد في البابِ لامرِئ القيس (١٠٠٥):

[٤١٧] ومِثْلِكِ بِكْرًا طَرَقْتُ وثَيِّبًا … فأَلْهَيْتُها عَن ذي تَمائمَ مُغْيَلِ

الشاهدُ "فيه" خَفْضُ (مِثْلِكِ) على إضمارِ (رُبَّ)، ونَصْبُهُ على الفِعلِ الذي بَعْدَهُ، ويُروي (١٠٠٦):

ومِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا

يقول: أنا مُحَبَّبٌ إلى الحَبالَى مِن النساءِ والمَراضِعِ على زُهدِهِنَّ في الرِجالِ فكيفَ الأبكارُ الراغِباتُ فيهم. والتَمائمُ: مَعاذٌ تُعَلَّقُ على الصِبيانِ، واحدتُها تَميمةٌ. والمُغْيَلُ: المُرْضعُ وأُمُّهُ حُبْلَى، ويقالُ: هو الذي يَرضَعُ وأُمُّهُ تُوطَأُ.


(١٠٠٢) للعنبري في: الكتاب ١/ ٢٩٤، وهو بلا عزو في: النكت ٥٢٨، اللسان (جدد).
(١٠٠٣) ينظر الشاهد (٢٠٦).
(١٠٠٤) في ط: فيها.
(١٠٠٥) الكتاب ١/ ٢٩٤، ديوانه ١٢.
(١٠٠٦) هذه رواية ديوانه ١٢.

<<  <   >  >>