للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِما يَعْنيِهِ مِن مُراعاتِهِ والتَعَرُّفِ لمكانِ صَوْبِ مَطَرِه، هَلْ هو في شِقِّ مَنْ يَهْواه أَو في غَيرِه، ولذلك سَأَلَ أَنْ يُعَانَ على مُراعاتِهِ.

وأنشد في بابِ الادْغامِ في حُروفِ طَرَفِ اللِّسانِ والثَنَايا، لِتَميمِ بنِ أُبَيً بنِ مُقْبِلٍ (٢٤٣٦):

[١٠٢٤] وكأَنَّما اغْتَبَقَصَّبِيرَ غَمَامَةٍ … بِعَرًا تُصَفِّقُهُ الرِياحُ زُلَالا

الشاهدُ فيه إِدْغامُ التاءِ مِن (اغتَبَقَتْ) في الصادِ مِن (صَبِيرٍ) لأنَّ التاءَ والصادَ مِن حُروفِ طَرَفِ اللَّسان، والادْغامُ فيها أكثَرُ لِما تَقَدَّمَ مِن العِلَّةِ.

وَصَفَ امرأَةً بِطيبِ ماءِ الفَم وبَرْدِهِ ورِقَّتِه، فجَعَلَها كالمُغْتَبِقَةِ ماءَ غَمَامَةٍ في أَرضٍ بارِزَةٍ (٢٤٣٧) للرِياحِ. والاغْتِباقُ: شُرْبُ العَشِيّ، وخَصَّهُ لأنَّ الأفْواه تتغيَّرُ باللّيلِ لغَلَبَةِ النَومِ وجُفُوفٍ الريقِ. والصَبِيرُ: ما تَرَاكَبَ مِن السَحَاب، كأنَّ بَعضَه يَصْبِر بَعْضًا، أيْ: يَحْبِسُهُ، وأَرادَ به ها هُنا مَطَرَهُ، فَسَمَّاهُ باسْمِهِ وأَضافَهُ إلى الغَمَامَةِ لذلك. والعَرَا بالقَصْرِ: الفِناءُ، وبالمَدِّ المكانُ العاري مِن الشَجَر، ويحتملُ أنْ يُريدَهُ ويُقْصَرُ ضَرورةً وهو أَحسَنُ في المعنى؛ لأنَّ الفِناءَ يُخالِطُهُ الدِمْنُ وتكْثُرْ غاشِيَتُهُ فيَكْدَرُ. ومعنى تُصَفِّقُهُ تَختِلفُ عليه وتَضْرِبُهُ. والزُلَالُ: العَذْبُ.

وأنشد في البابِ (٢٤٣٨):

[١٠٢٥] ثارَ فَضَجَّضَّجَّة رَكائِبُهْ

الشاهدُ فيه إدْغامُ تاءِ (ضَجَّتْ) في ضادِ (ضَجَّةٍ)، لمُخالَطَةِ الضادِ للتاءِ باستِطالَتِها وإنْ كانَتْ مِن حافةِ [وَسَطِ اللسانِ وحروفِ طَرَفِ اللِّسانِ] (٢٤٣٩)، وعِلَّتُهما (٢٤٤٠) في الادْغامِ كعِلَّةِ ما تَقَدَّمَ.


(٢٤٣٦) الكتاب ٢/ ٤١٩، ديوانه ٢٦٠، وفيه: اغتَبَقَتْ قَرِيحَ … زُلالِ.
(٢٤٣٧) في الأصلِ: باردةٍ، وهو تصحيفٌ، والتصحيح من ط.
(٢٤٣٨) الشاهد للقّنانِيّ في شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٥٣، وهو بلا عزو في: الكتاب ٢/ ٤٢٠، النكت ١٢٦٥، المقرب ٢/ ١٢، الممتع ٦٩١.
(٢٤٣٩) في ط: حافةِ طَرَفِ وَسَطِ اللسانِ.
(٢٤٤٠) في ط: وعِلَّتُها.

<<  <   >  >>