للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَسْرُها لأنَّ الظَرفَ لا يتقدَّمُ على (إنَّ) المكسورةِ لانقِطاعِها مِمّا قَبلَها.

ومعنَى استَقَلّوا نَهَضُوا [مرتَفِعين] مرتَحِلينَ. والنِيَّةُ: الجِهةُ التي يَنْوونَها، يَصفُ افتِراقَهُم عندَ انقِضاء المُرتَبَعِ ورجوعَهُم إلى محاضِرِهم. والفَرِيقُ يَقَعُ للواحِدِ والجمع والمذكَّرِ والمؤنَّث، ونَظيرُهُ صَديقٌ وَعُدُ.

وأنشد في البابِ لعُمَرَ بنِ أَبي ربيعةَ (١٦٤٩):

[٦٨٧] أَأَلْحَقّ أَنْ دارُ الرَبابِ تَباعَدَتْ … أوِ انْبَتَّ حَبْلُ أَنَّ قَلْبَكَ طائِرُ

الشاهدُ في نَصْبِ (الحَقِّ) على الظَرفِ وفَتْحِ (أنَّ) بَعدَه، وقَدْ تَقَدَّمَ القَولُ فيهما.

وكَنَى بطَيَران القَلب عَن ذَهابِ عَقْلِهِ حُزْنًا لفِراقِهم، ويَجوزُ أنْ يُريدَ شِدّةَ خَفَقانِهِ جَزَعًا للفِراقِ فجَعَله كالطَيَران، ومعنى انبَتَّ انقَطَعَ. وأرادَ بالحَبْلِ التَواصُلَ والاجتماعَ.

وأنشد في البابِ للنابغةِ الجَعْدِيّ (١٦٥٠):

[٦٨٨] أَلا أَبْلِغْ بَنِي خَلَفٍ رَسُولًا … أَحَقًا أَنَّ أَخْطَلَكُم هَجَانِي

الشاهدُ في نَصْبِ (حَقٌّ) وفَتْحِ (أَنَّ) على ما تَقَدَّمَ.

وبَنو خَلَفٍ رَهطُ الأخطلِ مِن بَني تَغْلِبَ (١٦٥١)، وكانَت بَينهَ وَبَينَ النابغة مُهاجاةٌ، والرَسولُ هنا بمعنى الرسالة، وهو ممّا جاءَ على فَعُول من أسماءِ الأفعالِ كالوَضوءِ والطَهُور، ونَظِيرُها الألُوكُ وهي الرسالةُ أيضًا.


(١٦٤٩) الكتاب ١/ ٤٦٨، ديوانه ٧٠، وروايته فيه أحقًا لَئِنْ.
(١٦٥٠) الكتاب ١/ ٤٦٩، شعره: ١٦٤.
(١٦٥١) ينظر: الخزانة ٤/ ٣٠٨.

<<  <   >  >>