للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٤٨] وكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِنْ صَفْصَفٍ … ودَكْداكِ رَمْلٍ وأَعْقَادِها

وَوَضْعِ سِقاءٍ وإِحْقابِهِ … وحَلٍّ حُلُوسٍ وإغْمادِها

الشاهدُ في قَولِهِ: (وأَعقادِها) وفي قوله: (وإحْقابِهِ، وإغمادِها)، وحَمْلِها كُلِّها وهي مضافَةٌ إلى الضمائرِ على الأسماءِ المجرورةِ بـ (مِنْ)، وهي أسماءٌ منكورةٌ لوقوعها موقعَ المنصوبِ على التمييزِ، والقَولُ في جَوازِ هذا كالقَولِ في جَوازِ الذي تَقَدَّمَ قَبْلَه.

وَصَفَ بُعْدَ المسافَةِ "التي" بَينَه وبينَ الممدوحِ الذي قَصَدَه ليَسْتوجِبَ بذلك جائزَتَهُ. والصَفْصَفُ: المُستوِي من الأرضِ الذي لا يُنْبِتُ، يُريدُ الفَلاة. والدَكْداكُ من الرَمْلِ: المستوِي (في ارتِفاعٍ). والأعْقادُ جَمعُ عَقِدٍ وهو المُنْعقدُ من الرَمْلِ المُتراكِبُ. وَوَضْعُ السِقاءِ: حَطُّهُ عَن الراحِلَةِ. وإحْقابُهُ: وَضْعُهُ على الحَقيبةِ وهي مُؤخَّرُ الرَحْلِ، ويُروى (وأَحْقابِهِ) بفَتح الهمزةِ، وهو جَمعُ حَقيبةٍ على حَذْفِ الزيادةِ وهو جَمعٌ غريبٌ، ونَظيرُهُ شَرِيفٌ وأَشرافٌ ويَتيمٌ وأَيْتام. والحُلُوسُ: مَسُوحٌ من شَعرٍ تُوضَعُ تحتَ الرَحْلِ في مُؤخَّرِ البَعيرِ. وإغْمادُها: شَدُّها تَحتَ الرَحْلِ.

وأنشد في بابٍ بَعدَ هذا للخِرْنِقِ (٨٤٤):

لا يَبْعَدَنْ قَومي الذينَ هُمُ … سَمُّ العُداةِ وآفَةُ الجُزْرِ [١٧٦]

النازِلينَ بكُلِّ مُعْتَرَكٍ … والطَيِّبونَ مَعاقِدَ الأَزْرِ

استشهَدَ بهما لِقَطْعِ (النازِلينَ والطَيِّبينَ) من الموصوفِ وحَمْلِهما على إضمارِ الفِعلِ والمبتدأ لِما قُصِدَ بهما من معنى المَدحِ دونَ الوَصْفِ على ما بَيِّنَه في البابِ. وقد تَقَدَّمَ البَيتانِ (٨٤٥) بتفسيرهما فأَغْنَى ذلك عن إعادَتِهِ.


(٨٤٤) الكتاب ١/ ٢٤٦.
(٨٤٥) ينظر الشاهد: ١٧٦.

<<  <   >  >>