للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضَرَبَهُ لِعِلْمِهما بالسَرَقِ واستِخْراجِهما لأخْفى الأشياءِ وأَبْعَدِها مَرامًا.

وأنشد في البابِ (٩٦٧):

[٤٠٧] أَمِنْ عَمَلِ الجَرّافِ أَمْسِ وظُلْمِهِ … وعُدْوانِهِ أَعْتَبْتُمونا بِراسِمِ

أَمِيرَيْ عَداءٍ إنْ حَبَسْنا عَلَيهما … بَهائمَ مالٍ أَوْدَيا بالبَهائمِ

الشاهدُ في نَصْبِ (أَمِيرَيْ عَداءٍ) على الشَتْمِ، ولا يَجوزُ نَصْبُهُ على الحالِ، ولا جَرُّهُ على البَدَلِ من الاسمَيْنِ لاختِلافِ العامِلِ فيهما، لأنَّ الجَرّافَ مخفوضٌ بالإضافةِ وراسِمًا مجرورٌ بالباءِ وهو في صِلَة اعتبتمونا، فَقَد اختَلَفَ مَعْنَياهُما فَقُطِعَت الصفةُ فيهما ونُصِبَتْ على الذَمِّ.

والجَرّافُ وراسمٌ عاملانِ ذَكَرَ جَوْرَهما واعتِداءَهما فيما يأخُذانِ من صَدَقاتِ أَموالهم. ومعنى اعتَبْتُمونا أرضَيْتُمونا. والعَدَاءُ: الظُلْمُ. وأرادَ بِبَهائمِ المالِ الإبِلَ، أيْ: إنْ حَبَسْنا عليهما الإبِلَ ليُحَصِّلاها ويأخُذا صَدَقاتِها جارا فَذَهَبا بها، ويقال: أَودَى بكَذا إذا ذَهَبَ به.

وأنشد في البابِ للفرزدقِ (٩٦٨):

[٤٠٨] ولكنَّني استَبْقَيْتُ أعْراضَ مازِنٍ … وأَيَّامَها مِن مُسْتَنيرٍ ومُظْلِمِ

أُناسًا بِثَغْرٍ لا تَزالُ رماحُهُمْ … شَوارعَ مِن غَيرِ العَشِيرَةِ في الدَمِ

الشاهدُ في قَولِهِ: (أُناسًا) ونَصْبِهِ على التَعظيمِ والمدحِ، ولا يَحْسُنُ نَصْبُهُ على الحالِ لأنّه لا يَتعلَّقُ بمعنًى قَبْلَه يَقَعُ فيه.


(٩٦٧) البيتان لعبد الرحمن بن جُهَيم الأسدي في: شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٦٩، وهما بلا عزو في: الكتاب ١/ ٢٨٨، النكت ٥٢٠، اللسان (جرف)، الخزانة ١/ ٣١٤ الأول فقط.
(٩٦٨) الكتاب ١/ ٢٨٨، شرح ديوانه ٨٢١.

<<  <   >  >>