للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَضْرابِ والتَقْتال، إلّا التِلْقَاءَ والتِبْيانَ فإنَّهما شَذًا فأَتَيَا بالكَسْرِ تَشْبيهًا لهما بالأسماءِ غَيرِ المصادِرِ نحو التِمْساحِ والتِقْصَارِ وهو القِلادَةُ، وهذا في الأسماءِ كثيرٌ.

يقولُ: أَمَّلْتُ مِن خَيرِكَ ما قَصَّرَ الأمَلُ عمّا نِلْتُ منه عندَ لِقائكَ؛ أيْ: أَعطَيْتَني أكثَرَ مِمّا أَمَّلْتُ.

وأنشد في بابِ اشتِقاقِكَ الأسماءَ لمواضِعِ بَناتِ الثَلاثَة، للراعي (٢٢١٣) "أيضًا":

[٩٣٠] بُنِيتْ مَرافِقُهُنَّ فَوقَ مَزِلَّةٍ … لا يَستطيعُ بها القُرادُ مَقِيلَا

الشاهدُ في قَولِهِ: (مَقِيلَا)، وهو مصدرُ قال يَقيلُ مِن القائلة، فَبَنَاهُ على (مَفْعِلٍ)، والمصدرُ الجاري عليه قَيْلولَةٌ (٢٢١٤).

وَصَفَ نُوقًا مُلْسَ الجُلُودِ والكَراكِر، فَلا يَجِدُ القُرادُ فيهنَّ مَوْضِعًا يَثْبُتُ فيه لشدّةِ امِّلاسِهنَّ. والمَزِلَّةُ: الموضعُ الذي يُزَلُّ فيه، أَيْ: يُزْلَقُ "فيه".

وأنشد في بابٍ آخَرَ مِن أَبوابِ المصادِر، لأُمَيَّةَ بنِ أبي الصَلْتِ (٢٢١٥):

[٩٣١] الحَمْدُ للهِ مُمْسَانا ومُصْبَحَنا … بالخيرِ صَبَّحَنا رَبِّي ومَسَّانا

الشاهدُ في (٢٢١٦) قوله: مُمْسَانا ومُصْبَحَنا، وَهُما بمعنى الإِمْساءِ والإِصْباحِ كما تَقولُ: مُضْرَبٌ ومُشْتَمٌ في الضَرْبِ والشَتْم، والمُفْعَلُ في الثُلاثيّ المَزيدِ كالمَفْعَلِ فيما لا زِيادَةَ فيه منه.

ونَصْبُ المُمْسَى والمُصْبَحِ في البيتِ على الظَرفِ وإنْ كانا مصدَرَيْن؛ لأنَّه أَرادَ وَقْتَ الصَباحِ ووَقْتَ المَسَاء، فحَذَفَ الوَقْتَ وأَقامَ المصدر مُقَامَهُ.


(٢٢١٣) الكتاب ٢/ ٢٤٧، شعره: ٤٧.
(٢٢١٤) في ط: القَيْلولَة.
(٢٢١٥) الكتاب ٢/ ٢٥٠، ديوانه ٣٠٢.
(٢٢١٦) في ط: فيه.

<<  <   >  >>