للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

للاستقبالِ.

والسَويَّةُ: شَيءٌ يُجْعَلُ تحتَ البَرْذَعَةِ للحمارِ كالجِلْسِ للبَعيرِ. يقولُ هذا لِمَنْ تَعرّضَ لمُقاوَمَتِهِ في أَمرِ، فجَعَلَه كمَنْ صاوَلَ بحمارٍ، والمَكْروبُ: المُدانَى المُقارَبُ من قولهم: كَرَبْتُ أَفْعَلُ كذا، أَيْ: قارَبْتُ.

وأنشد في البابِ لكُثَيِّرِ عَزَّةَ (١٤٢٨):

[٥٨٣] لَئنْ عادَ لي عَبدُ العَزيزِ بمِثْلِها … وأَمكَنَنِي مِنها إذَنْ لا أُقِيلُها

الشاهدُ فيه إلغاءُ (إذَنْ) ورَفْعُ (لا أُقِيلُها) لاعتمادِهِ على القَسَمِ المُقَدَّرِ في أوّلِ الكلامِ، والتقديرُ واللَّهِ لَئنْ عادَ لي بمِثْلِها لا أُقِيلُها إذَنْ.

وكانَ عبدُ العزيزِ بنُ مروانَ (١٤٢٩) قَدْ جَعَلَ له أنْ يَتَمَنَّى عليه وقَدْ مَدَحَهُ، فتَمَنَّى أنْ يَجعَلَه عامِلًا مكانَ عامِلٍ كانَ له كاتِبًا وكُثَيِّر أُمِّيٌّ، فاستَجْهَلَهُ عبدُ العزيز وأَبعَدَهُ فقالَ هذا، ويُقالُ: بَلْ أَعطاهُ جائزةٌ استَقَلَّها فَرَدَّها عليه ثُمَّ نَدِمَ، ويُروى (لا أُفِيلُها) أَيْ: لا أُفِيلُ رَأيي فيها.

وأنشد في بابِ حَتَّى للفرزدقِ (١٤٣٠):

[٥٨٤] فَيَا عَجَبًا حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبَّني … كأنَّ أباها نَهْشَلٌ أَوْ مُجاشِعُ

الشاهدُ في (١٤٣١) دُخولِ (حَتَّى) على جُملةِ الابتِداءِ، فدَلَّ هذا على أنَّ الفِعلَ يَجوزُ أَنْ يُقْطَعَ بَعدَها فَيُرْفَعَ.

هَجا كُلَيْبَ بنَ يَرْبوع رَهْطَ جَريرٍ وجَعَلَهم مِن الضَعَةِ بحيثُ لا يُسابّون مِثْلَهُ لشَرَفِهِ، ونَهْشَلٌ ومجاشِعٌ رَهطُ الفَرزدقِ وهما ابنا دارِم.


(١٤٢٨) الكتاب ١/ ٤١٢، ديوانه ٣٠٥.
(١٤٢٩) وعبد العزيز أمير مصر، وهو والد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. (تاريخ الطبري ٨/ ٥٣، الكامل في التاريخ ٤/ ١٠١، الخزانة ٣/ ٥٨٣).
(١٤٣٠) الكتاب ١/ ٤١٣، شرح ديوانه ٥١٨.
(١٤٣١) في ط: فيه.

<<  <   >  >>