للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاهدُ في قَولِه: (أيادِي سَبأ) ووَضْعِهِ مع (١٨٧٧) التركيبِ والبناءِ موضعَ الحال، والتقدير تَحَمَّلَ أهْلُها مُتَفَرّقينَ في كُلِّ وَجْهٍ. وكانَ حَقُّ الياءِ أنْ تكونَ مفتوحَةً إلَا أنّهم سَكَّنوها استِخْفافًا كما سُكِّنَتْ ياءُ مَعْدِيكَرِب.

ومعنى (أيادِي سَبَا) أنَّ سَبَأ لَمّا أرْسِلَ عليها سَيْلُ العَرمِ تَفَرَّقَتْ في البلادِ فَضُرِبَ بها المَثَلُ. والأيادِي جَمعُ أيْدٍ، وأَيْدٍ جَمعُ يَدٍ، وهي تُتَأَوَّلُ على وجهين: أحدهما أنْ تكونَ كِنايَةً عن الفرقَةِ كما يقال: أَتاني عُنُقٌ مِن الناسِ ورِجْلٌ مِن جَرادٍ، والآخَرُ (١٨٧٨) أنْ يُرادَ بها اليَدُ مِن النعمةِ لأنَّ نعمهم وأَموالهم تَفَرّقَتْ لتفَرُّقِهم. ومعنى قوله: (وطالَ احتِيالُها) أي: طالَ مُرورُ الأحوالِ عليها فتَغَيَّرتْ.

وأنشد في الباب لأبي نُخَيْلَةَ السَعْدِي (١٨٧٩):

[٧٨٧] وقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأةٌ بادِي بَدِي … وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ في تَشَدُّدِي

الشاهدُ في قَولِهِ: (بادِي بَدِي)، ومعناه أوّلُ شَيءٍ، واشتِقاقُهُ مِن بَدَأَ يَبدَأُ، فَتُرِكَ هَمْزُهُ لكثرةِ الاستعمالِ طَلَبًا للاستِخْفاف، ويحتمل أنْ يكونَ مِن بَدَا يَبْدو إذا ظَهَرَ وتَبَيَّنَ، وفيه لُغتَان بادِي بَدِي، وبادِي بَدَا، وكِلاهُما مَبْنيٌّ للتركيبِ وتَضَمُّنِ المعنى.

والذُرْأَةُ: الشَيْبُ أوّل ابتِدائِهِ. والرَثْيَةُ: انحِلالُ الرُكَبِ والمَفاصِلِ وتَوَجُّعُها للكِبَرِ.

وأنشد في الباب (١٨٨٠):

[٧٨٨] سَيُصْبِحُ فَوْقي أَقْتَمُ الرِيشِ واقِعًا … بِقالِي قَلَا أوْ مِن وَرَاءِ دَبِيلِ

الشاهدُ في قَولِهِ: (قالِي قَلَا) وتركيبِهِ مِن كمَعْدِيكَرِب، والقَولُ فيهما


(١٨٧٧) في الأصل: موضع التركيب، وهو تصحيف، والصواب من ط.
(١٨٧٨) في ط: والثاني.
(١٨٧٩) الكتاب ٢/ ٥٤، شعره: ٢٥٣، وفيه: وقَدْ عَلَتْني درُةً.
(١٨٨٠) البيتُ بلا عزو في: الكتاب ٢/ ٥٤، المقتضب ٤/ ٢٤، ما ينصرف ١٠٤، النكت ٨٧١، معجم البلدان (دبيل) ٢/ ٥٤٩، اللسان (دبل، قتم، قَلا).

<<  <   >  >>