للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخَاها إذا كانَتْ غِضابًا سَما لها … على كُلِّ حالٍ من ذَلُولٍ وَمِنْ صَعْبِ

الشاهدُ فيه نَصْبُهُ (٨٥٤) (أَخاها) على المَدْحِ، ولو رُفِعَ على القَطْعِ، أَوْ خُفِضَ على البَدَلِ من المُستَقِلِّ لجازَ.

والمُسْتَقِلُّ: الناهِضُ بِما حُمِّلَ. وقَولُه: (سَمَا لها)، أيْ: ارتَفَعَ راكبًا لِما حُمِّلِ عليه من الشَدائِدِ.

وأنشد بَعدَه بَيتَ أُمَيَّةَ بنِ أبي عائذٍ الهُذَليّ (٨٥٥):

وَيأوِي إلى نِسْوَةٍ عُطِّلٍ … وشُعْثًا مراضِيعَ مِثْلِ السَعالِي [٢٩٨]

استشهَدَ به علي نَصْبِ قَولِهِ: (وشُعْثًا) بإضمارِ فِعْلٍ، لأنّه لَمّا قال: (إلى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ)، عُلِمَ أَنَّهنّ شُعْثٌ، فكأنّه قال: وأَذكُرُهُنَّ شُعْثًا، إلّا أَنَّه فِعْلٌ لا يُظْهَرُ، لأنّ ما قَبْلَهُ قد دَلَّ عليه فأَغْنَى عن ذِكْرِهِ على ما يجري البابُ عليه في المَدْحِ والذَمِّ. وقد تَقَدَّمَ البَيتُ بتَفسيره (٨٥٦).

وأنشد في الباب (٨٥٧):

[٣٥٢] بأَعْيُنٍ منها مَليحاتِ النُقَبْ

شَكْلِ التِجارِ وحَلالِ المُكْتَسَبْ

الشاهدُ في جَرْيِ (شَكْلِ التِجارِ وحَلالِ المُكْتَسَب) على ما قَبْلَه نَعْتًا، ولو قُطِعَ فَرُفِعَ أو نُصِبَ لِما فيه من معنى المَدْحِ لجازَ.

وَصَفَ جَوارِيَ. والنُقَبُ جَمعُ نُقْبَةٍ وهي خَرْقُ العَينِ أو خَرْقُ البُرْقُعِ على العَينِ. وقَولُه: (شَكْلِ التِجارِ) أَيْ: هُنَّ ممّا يَصلُحُ للتِجارةِ ويَحِلُّ للكَسْبِ، وقد قيلَ: إنّه


(٨٥٤) في ط: نَصْبُ.
(٨٥٥) الكتاب ١/ ٢٥٠.
(٨٥٦) ينظر الشاهد (٢٩٨).
(٨٥٧) الرجز بلا عزو في: الكتاب ١/ ٢٥٠، النكت ٤٧٣، اللسان (نقب).

<<  <   >  >>