للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتفحش في حق ابن تيمية، وتجهر بتكفيره من غير احتشام، بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع، بحيث تلقي ذلك عنه أتباعه، واقتدوا به، جريًا علي عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه، وسيعرضان جميعًا على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل علي ذلك حتى مات عفا الله عنه".

كما كان الحصني صوفيًا، بل كان من أئمة الصوفية، قال ابن خطيب الناصرية (١): - "وكان معظَّما معتقَدًا عن الدماشقة إِلي غاية ما يكون".

وقال ابن حجر (٢): - "وللناس فيه اعتقاد زائد" (٣).


(١) في: الدر المنتخب، جـ ١: ورقة (١٩٦ / أ).
(٢) في: إِنباء الغمر (٨/ ١١٠).
(٣) مما يدل على تصوف الحصني الأمور التالية:
١ - وصفه في كتب التراجم وغيرها بـ (الصوفي والعارف والقطب والغوث. .) ونحو ذلك.
٢ - مؤلفاته المتعددة في مجال التصوف.
٣ - عزلته عن عامة الناس، قبل الفتنة وبعدها، والعزلة من أعمال الصوفية. وانظر عنها: جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم (٢١٣).
٤ - بناؤه للرباط الكائن في محلة باب الصغير، وقد ذكرت: أن الرباط بيت الصوفية.
٥ - النص التالي، وهو له -أعني للحصني-: "قال ابن عطاء: للمعرفة ثلاثة أركان: الهيبة والحياء والأنس. وقال الأستاذ أبو علي الدقاق: أمارات المعرفة: حصول الهيبة من الله، فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته.
واعلم: أن الهيبة مقام صعب يدركه من منّ الله تعالى عليه به، ولقد منّ الكريم عليَّ به في بعض صلواتي، فكنت لا أقدر علي الاستمرار على نصب قامتي، فإذا صرت إِلى فوق حد أقل الركوع خفت بطلان صلاتي، فأستعمل الشريعة المطهرة وأعود إِلي انتصابي، وكنت أظن أني لو دمت علي ذلك لسقطت".
سير السالك: ورقة (١٧/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>