للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أخلاقه وصفاته]

كان -رحمه الله- عابدًا تقيًا زاهدًا ورعًا، وكان خفيف الروح منبسطًا؛ وله نوادر؛ ولذا كان الطلبة يخرجون معه إذا خرج إِلى أماكن النزهة، وكان يحثهم على الانبساط واللعب؛ وذلك مع الدين المتين والتحرز في أقواله وأفعاله.

قال الغزي (١): - "وكان - رحمه الله - عليه من المهابة والأنس الكثير".

وكان آمرًا بالمعروف؛ ناهيًا عن المنكر؛ شديد الغيرة لله، لا تأخذه في الحق لومة لائم؛ حتى كانت المراسيم الشريفة ترد عليه من السلطان: بأن لا يعترض عليه، ولا يخالفه في أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر (٢).

إلا أنه كان يطلق لسانه في مخالفيه إطلاقًا يخرج فيه عن الحد المقبول؛ حتى اشتهر عنه هذا الطبع.


= الحصني يقاتل أمام المسلمين، حتى نصرهم الله تعالى.
فلما رجعوا حكوا ذلك وأخبر جماعة من الحجاج أنهم رأوا الشيخ بعرفات والمدينة المنورة وهم يعرفونه حق المعرفة، فلما رجعوا أخبروا بذلك؛ والحال أنه ما غاب عن أصحابه يومًا واحدًا.
ويحكى من كراماته أن شخصًا معه علبة لبن، فباعها الشخص لآخر، وحملها الحمال إِلى منزل المشتري؛ ففي أثناء الطريق مر على الشيخ فأخذها وكبها ورماها، وإذا في وسطها حية كانت قد سقطت في الحليب وماتت وراب الحليب عليها؛ فأطلع الله الشيخ على ذلك وألهمه، فكبها في الطريق.
ومنها أنه كان يطعم الرطبَ الجَنِي للصغار والكبار في غير أوانه، ولم يكن بدمشق واحدة من ذلك. انتهى من تاريخ البصروى وتراجم الرجال من تاريخ العدوى". منتخبات التواريخ لدمشق (٢/ ٥٥٤، ٥٥٥).
(١) في بهجة الناظرين: ورقة (٩٨ / ب).
(٢) ذكر ذلك ابن خطيب الناصرية في: الدر المنتخب؛ جـ: ١ ورقة (١٩٦ /أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>