فلما رجعوا حكوا ذلك وأخبر جماعة من الحجاج أنهم رأوا الشيخ بعرفات والمدينة المنورة وهم يعرفونه حق المعرفة، فلما رجعوا أخبروا بذلك؛ والحال أنه ما غاب عن أصحابه يومًا واحدًا. ويحكى من كراماته أن شخصًا معه علبة لبن، فباعها الشخص لآخر، وحملها الحمال إِلى منزل المشتري؛ ففي أثناء الطريق مر على الشيخ فأخذها وكبها ورماها، وإذا في وسطها حية كانت قد سقطت في الحليب وماتت وراب الحليب عليها؛ فأطلع الله الشيخ على ذلك وألهمه، فكبها في الطريق. ومنها أنه كان يطعم الرطبَ الجَنِي للصغار والكبار في غير أوانه، ولم يكن بدمشق واحدة من ذلك. انتهى من تاريخ البصروى وتراجم الرجال من تاريخ العدوى". منتخبات التواريخ لدمشق (٢/ ٥٥٤، ٥٥٥). (١) في بهجة الناظرين: ورقة (٩٨ / ب). (٢) ذكر ذلك ابن خطيب الناصرية في: الدر المنتخب؛ جـ: ١ ورقة (١٩٦ /أ).