للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مولده]

الظاهر من كتب التراجم أنه قد ولد في (الحصن)؛ وقد صُرِّح بذلك في ترجمة المؤلف الواردة في آخر (كفاية الأخيار)؛ كما صَرَّح به عمر رضا كحاله (١).

أما زمان مولده فهو أواخر سنة ٧٥٢ هـ، الموافق سنة ١٣٥١ م.

[نشأته وحياته]

قدم الشيخ تقي الدين الحصني إِلى دمشق؛ وسكن المدرسة البادرائية (٢)؛ وبدأ في طلب العلم؛ فأخذ عن المشايخ الموجودين؛ وجد في الطلب حتى بلغ في العلم مبلغًا حسنًا؛ ثم اشتغل بالتدريس؛ وأحبه الطلبة؛ وصاروا يخرجون معه إِلى أماكن النزهة.

وقد تزوج الشيخ عدة نساء، ثم إِنه أقبل على العبادة قبل الفتنة (٣)؛ وتخلى عن النساء؛ وانجمع عن الناس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم، وبعد الفتنة زاد تقشفه وإقباله على الله عز وجل وانجماعه عن الناس (٤)؛ ومع ذلك فقد كثر أتباعه؛ واشتهر


(١) انظر: معجم المؤلفين: (٣/ ٧٤).
(٢) قال عنها النعيمي: - "داخل باب الفراديس والسلامة؛ شمالي جيرون، وشرقي الناصرية الجوانية.
قال ابن شداد: المدرسة البادرائية؛ أنشأها الشيخ الإِمام العلامة نجم الدين أبو محمد عبد الله ابن أبي الوفاء محمد بن الحسن بن عبد الله بن عثمان البادرائي". الدارس في تاريخ المدارس (١/ ٢٠٥). وانظر: عن هذه المدرسة - أيضًا - خطط الشام (٦/ ٧٦).
(٣) لعل الفتنة المقصودة هي فتنة تيمور لنك، عندما اجتاح بجيوشه بلاد الشام في عام ٨٠٣ هـ، وقد صرح بها ابن بدران في: منادمة الأطلال (٣٠١).
وانظر عن هذه الفتنة: منتخبات التواريخ لدمشق (١/ ١٩٥) فما بعدها.
(٤) مما يدل على انجماع الحصني قوله: - "وكنتُ قد حَلتْ لي العزلة؛ فلا أجتمع إِلا بأفراد من أصحابي في بعض الأحيان". سير السالك: ورقة (١٥ /أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>