للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاعدة الرابعة (١) الضرر (٢) مزال (٣)


(١) ممن ذكر هذه القاعدة العلائي في المجموع المذهب: ورقة (٤٥ / أ) فما بعدها، والسيوطي في الأشباه والنظائر (٨٣) فما بعدها.
إِلا أنها جاءت في المجموع المذهب بلفظ "الضرر المزال"، وأظن أن هذا خطأ من الناسخ؛ لأن كلمة "المزال" بالتعريف تصبح وصفًا للضرر فتخلو القاعدة عن خبر ولا يظهر لها معنى، أما لو وردت بتنكير كلمة "المزال" لكانت خبرًا للضرر وظهر للقاعدة معنى. كما أن السيوطي ذكرها بلفظ "الضرر يزال"، ومعناها بهذا اللفظ ظاهر.
وقد ذكر الزركشي طرفًا مما يتفرع على هذه القاعدة في المنثور في القواعد (٣/ ٣٢١، ٣٢٢) وهي إِحدى القواعد الكلية، ولها أهمية كبيرة حيث إِن لها مدخلًا في كل باب أو مسألة فيهما دفع ضرر واقع أو متوقع، وسيذكر المؤلف بعض الأبواب والمسائل التي تنبني على هذه القاعدة.
(٢) الضرر لغة: خلاف النفع، قال الجوهرى: - "الضَرُّ: خلاف النفع. وقد ضَرَّه وضاره بمعنى والاسم الضرر" الصحاح (٢/ ٧١٩).
أما في الاصطلاح فقد عرفه الرازى بقوله: - "الضرر: ألم القلب؛ لأن الضرب يسمى ضررًا، وتفويت منفعة الإنسان يسمي ضررًا، والشتم والاستخفاف يسمى ضررًا، ولا بد من جعل اللفظ اسمًا لمعنى مشترك بين هذه الصور دفعًا للاشتراك، وألم القلب معنى مشترك فوجب جعل اللفظ حقيقة فيه" المحصول (ج ٣/ ق ٣/ ١٤٣)، ثم إِن الرازى أورد على هذا التعريف بعض الاعتراضات ثم ردها.
وقد ذكر تاج الدين السبكي هذا التعريف وعقبه بما يدل على أنه قول الأصوليين، كما ذكر أن التعريف اللغوى للضرر أعم من التعريف الاصطلاحي، انظر: الإبهاج (٣/ ١٧٨).
(٣) مزال: اسم مفعول من أزال، ومعنى مزال: مُنَحَّى، قال ابن فارس: " (زول) الزاى والواو واللام أصل واحد يدل على تنحي الشيء عن مكانه" معجم مقاييس اللغة (٣/ ٣٨)، وقال صاحب المصباح: "زَالَه: (يزاله) وِزَان نال ينال زيالًا نَحَّاه و (أزاله) مثله" المصباح (١/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>