للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نية المؤمن خير من عمله) (١). وفُسِّر ذلك: بأن المؤمن يخلد في [الجنة] (٢) وإن كانت مدة عمله الصالح متناهية؛ لأن نيته كانت أنه لو بقي أبد الآباد مستمر على الإيمان فَجُوزِىَ على ذلك بالخلود في الجنة، كما أن الكافر يخلد في النار؛ مقابلة لنيته أنه لو عاش ما عاش مستمر على الكفر (٣) وبالله التوفيق.

* * *


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإِذا عمل المؤمن عملًا نار في قلبه نور). المعجم الكبير (٦/ ٢٢٨).
وقال الهيثمي عن إسناد الحديث المتقدم: - "رجاله موثقون إلَّا حاتم بن عباد بن دينار لم أر من ذكر له ترجمة". مجمع الزوائد (٦/ ٢٩٢).
وذكر السيوطي أن البيهقي أخرجه في شعب الإيمان عن أنس ورمز له برمز الضعيف. انظر: الجامع الصغير (٢/ ١٨٨).
ومما قاله المناوي في تعقيبه على كلام السيوطي: "الثاني أنه ورد من عدة طرق من هذا الوجه، وغيره، وأمثل، وأنزل: فرواه باللفظ المذكور عن أنس المزبور، والقضاعي في مسند الشهاب، وابن عساكر في أماليه وقال: غريب، ورواه الطبراني أيضًا كذلك.
والحاصل أن له عدة طرق تجبر ضعفه، وأن من حكم بحسنه فقد فرط.
وممن جزم بضعفه المصنف في الدرر تبعًا للزركشي" فيض القدير (٦/ ٢٩٢).
(٢) ورد بدل هذه الكلمة في المخطوطة كلمة أخرى هي: (المده)، وما أثبته هو الصواب، وهو الموافق لما في المجموع المذهب: ورقة (٢٧ / ب).
(٣) هذا التفسير ذكره العلائي في المجموع المذهب: رقة (٢٧ / ب)، كما ذكره السيوطي في الأشباه والنظائر (١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>