للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي في شوال سنة ٨٠١ هـ.

وفيما يلي سأذكر بقية سلاطين المماليك البرجية إِلى وفاة الحصني على النحو السابق في المماليك البحرية:

- الملك الناصر فرج بن برقوق؛ ولي السلطنة بعد وفاة أبيه سنة ٨٠١ هـ، ثم إِنه حصل بين بعض أمرائه ومقربيه بعض النزاع الذي وصل إِلى القتال، فانكسر أحدهم واسمه أَيْتمش؛ ثم هرب إِلى نائب الشام؛ وجَيَّشَ جيوشًا على الناصر ومن معه، فخرج الناصر لقتالهم وهزمهم.

وصادفَ وصولَ الطاغية تيمورلنك (١) إِلى بلاد الشام؛ فخرج الناصر لمقابلته؛ فَوَجَدَهُ قد توجه إِلى بلاد الروم؛ فعاد الناصر إِلى مصر سنة ٨٠٣ هـ.

ثم إِن الفتن كثرت بمصر بسبب خروج الأمراء على الناصر فرج، فضجر من ذلك،


(١) قال الدكتور سعيد عاشور: "كان تيمورلنك ينتمي إِلى بيت من أشراف التتار، ولد في مدينة سمرقند؛ وتألق نجمه فيها، واتخذها قاعدة لأعماله التوسعية؛ التي مكنته من الاستيلاء على بلاد ما وراء النهر وخراسان وطبرستان، حتى استولى على مدينة تبريز سنة (١٣٨٦ م)، كما خرب الرها في العام التالي؛ ولم يلبث حكام ماردين وبغداد وغيرها أن كتبوا إلى السلطان برقوق يستنجدون به ضد ذلك الخطر التترى الجديد؛ ولكن تيمورلنك كان أسرع في العمل، فاستولى على بغداد سنة (١٣٩٣ م)؛ وخربها وقتل كثيرًا من أهلها" العصر المماليكي (١٥٨، ١٥٩).
أقول وقد اجتاح تيمورلنك بلاد الشام، وفعل فيها الأفاعيل؛ وأحرق بعض بلدانها، وكانت أشنعُ أفعاله في دمشق، حيث أحرق الجامع الأموى؛ وأباح المدينة لجنوده؛ فعملوا: فيها حرقًا ونهبًا وانتهكت المحارم، حتى في المساجد، وقد ألف الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بابن عربشاة كتابًا اسمه: عجائب المقدور في أخبار تيمور؛ استقصى فيه أخبار تيمور.
وللاطلاع على طرف من أخباره في بلاد الشام: انظر: منتخبات التواريخ لدمشق (١/ ١٩٤) فما بعدها؛ وخطط الشام (٢/ ١٦٤) فما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>