للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعلين لا يتعارضان (١) بمجردهما؛ لأن الفعل لا صيغة له تدل على شيء معين.

وأما إِذا لم يعلم المتقدم منهما فأولى بعدم التعارض. وفي هذه القاعدة صور.

منها: سجود السهو. فقد تمسك جماعة من الأصحاب في كونه قبل السلام مطلقاً بما روى الشافعي [عن الزهرى] (٢) قال: (سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو قبل السلام وبعده، وآخر الأمرين قبل السلام) (٣). واختار الشيخ أبو حامد: التخيير (٤) في صورتي الزيادة والنقص وصورة الشك -أيضاً- (٥) والبناء على


(١) قال الأسنوي: - "التعارض بين الأمرين: هو تقابلهما على وجه يمنع كلُ واحد منهما مُقْتَضى صاحبه". نهاية السول (٢/ ٢٠٧).
(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المخطوطة، وقد أثبته من المجموع المذهب: ورقة (١٥٢ /أ).
والزهرى: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى، ولد سنة ٥٠ هـ.
وهو من صغار التابعين، سمع من جماعة منهم أنس بن مالك وسهل ابن سعد والسائب بن يزيد وابن عمر رضي الله عنهم، وروى عنه خلائق من كبار التابعين وصغارهم، ومن أتباع التابعين.
وقد أثنى عليه كثير من العلماء في علمه وحفظه وسخائه.
توفي رحمه الله سنة ١٢٤ هـ. وقيل غير ذلك.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٩٠)، ووفيات الأعيان (٤/ ١٧٧)، وتذكرة الحفاظ: (١/ ١٠٨).
(٣) قال ابن حجر: - "الشافعي في القديم عن مطرف بن مازن عن معمر عن الزهرى قال: (سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل السلام وبعده، وآخر الأمرين قبل السلام). قال البيهقي: هذا منقطع، ومطرف ضعيف. ولكن المشهور عن الزهرى من فتواه سجود السهو قبل السلام" التلخيص الحبير (٤/ ١٨٠).
(٤) يعني: بين السجود قبل السلام والسجود بعده.
(٥) يظهر أنه من المناسب رفع هذه الكلمة من هذا المكان؛ لأن الكلام الذى قبلها متصل بما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>