للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا".

===

المرات؛ أي: يكرر قوله: (لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرًا) ثلاث مرات؛ للتأكيد.

قوله: (إزرة المؤمن) الإزرة - بكسر الهمزة وسكون الزاي -: الحالة والهيئة؛ مثل الركبة والجلسة؛ أي: هيئة اتزار المؤمن وكيفيتها (إلى أنصاف ساقيه) أي: منتهية إلى نصف ساقيه؛ يعني: الحالة والهيئة التي يرتضي منها المؤمن في الاتزار هي: أن يكون على هذه الصفة (لا جناح عليه) أي: لا إثم على المؤمن (فيما بينه) كما هو لفظ رواية أبي داوود؛ أي: فيما بين ما ذكر من الأنصاف (وبين الكعبين).

قوله: (وما أسفل من الكعبين في النار)، ولفظ أبي داوود: (ما كان أسفل من الكعبين. . فهو في النار) أي: صاحبه في النار.

قال الخطابي: قوله: "فهو في النار" يتأول على وجهين؛ أحدهما: أن ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبةً له على فعله، والوجه الآخر: أن يكون معناه: أن صنيعه ذلك، وفعله الذي فعله. . في النار على معنى أنه معدود ومحسوب من أفعال أهل النار. انتهى.

قوله: (إلى من جر إزاره) أي: سحب على وجه الأرض (بطرًا) - بفتحتين - أي: تكبرًا أو فرحًا وطغيانًا.

وفي الحديث دلالة على أن المستحب أن يكون إزار المؤمن إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما كان أسفل من الكعبين. . فهو حرام وممنوع. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب اللباس، باب في موضع الإزار، والنسائي أيضًا في كتاب الزينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>