(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا الذي نسيته: (فإذا) وصلتم إلى تلك الرايات الثانية و (رأيتموه) أي: فرأيتم المهدي في أصحاب تلك الرايات .. (فبايعوه) أي: بايعوا المهدي على السمع والطاعة.
وقوله:"ولو حبوًا" غاية لما ذكر في الذي نسيه ثوبان، وهو قوله:(فأتوها) أي: فأتوا تلك الراية الثانية (ولو) أتيتموها إتيانًا (حبوًا) أي: إتيان مشي على الكفين والركبتين (على الثلج) البارد؛ قد مر بسط الكلام على الحبو، فراجعه.
(فإنه) أي: فإن الأمير الذي رأيتموه في أصحاب تلك الراية (خليفة الله المهدي) في نفسه، الهادي لغيره.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن مسعود.
[فائدة]
واعلم: أن المشهور بين كافة المسلمين على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بـ (المهدي) ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلواته، وأخرج أحاديثه جماعة من الأئمة؛ منهم: أبو داوود والترمذي وابن ماجه والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة؛ مثل: علي وابن عباس وابن عمر وطلحة