وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح وحسن وضعيف.
وقد بالغ الإمام المؤرخ: عبد الرحمن بن خلدون المغربي في "تاريخه" في تضعيف أحاديث المهدي كلها، فلم يصب، بل أخطأ، وما روي مرفوعًا من رواية محمد بن المنكدر عن جابر:(من كذب بالمهدي .. فقد كفر) .. فموضوع، والمتهم فيه أبو بكر الإسكاف.
وربما تمسك المنكرون لشأن المهدي بما روي مرفوعًا أنه قال:(لا مهدي إلا عيسى ابن مريم) والحديث ضعفه البيهقي والحاكم، وفيه أبان بن صالح، وهو متروك الحديث، والله أعلم.
قلت: الأحاديث الواردة في خروج الإمام المهدي كثيرة جدًّا، ولكن أكثرها ضعاف، ولا شك في أن حديث عبد الله بن مسعود الذي روى به الترمذي في الفتن .. لا ينحط عن درجة الحسن، وله شواهد كثيرة من بين حسان وضعاف، فحديث عبد الله بن مسعود مع شواهده وتوابعه صالح للاحتجاج به بلا مرية، فالقول بخروج الإمام المهدي وظهوره هو القول الحق والصواب، والله تعالى أعلم. انتهى من "الإنجاز".
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث عبد الله بن مسعود بحديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤) - ٤٠٢٨ - (٤)(حدثنا عثمان) بن محمد (ابن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، هو أخو أبي بكر بن أبي شيبة، لكنه أكبر منه بسنتين،