للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الشعر عن رأسه، وعمر كان كذلك، وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أنه قيل عنه: القرعان، فقيل له: فأنت أصلع، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزع. ذكره الدميري.

قوله: (ويقول) أي: للحجر مخاطبًا إياه ليسمع الحاضرين ويعلموا أن المقصود الاتباع، لا تعظيم الحجر؛ كما كان عليه عبدة الأوثان؛ فالمقصود: تعظيم أمره تعالى، واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم. انتهى منه.

قوله: (ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك .. ما قبلتك) ظاهره أنه خاطب الحجر بذلك؛ ليسمع الحاضرين فينتبهوا على أنه حجر لا ينفع ولا يضر بذاته، وأن امتثال ما شرع فيه ينفع بالجزاء والثواب؛ فمعناه: أنه لا قدرة لك على جلب نفع، ولا على دفع ضر؛ إنك حجر مخلوق كسائر المخلوقات، التي لا تضر ولا تنفع، وأشاع عمر هذا في الموسم؛ لينتشر في البلدان، ويحفظه أهل الموسم المختلفو الأوطان.

وأراد عمر بقوله: (ولولا أني رأيت ... ) إلي آخره: بيان الحث على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه كما في "المرقاة" إشارة منه رضي الله تعالى عنه إلى أن هذا أمر تعبدي فنفعل، وعن علته لا نسأل. انتهى.

[فائدة]

قد ورد في فضل الحجر حديث ابن عباس مرفوعًا: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم"، أخرجه الترمذي وصححه، وفيه عطاء بن السائب وهو صدوق، لكنه اختلط، وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، لكن له طريق أخرى في "صحيح ابن خزيمة"، فيقوى بها، وقد رواه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن عطاء مختصرًا، ولفظه: "الحجر الأسود من الجنة، وحماد ممن سمع عن عطاء قبل الاختلاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>