قال السندي: قوله: "لم يرح رائحة الجنة" أي: لم يشم ريحها، وهو كناية عن عدم الدخول فيها ابتداءً؛ بمعنى: أنه لا يستحق ذلك؛ والمعنى: لا يجد لها ريحًا وإن دخلها، يقال: راح يريح ويراح وأراح يريح؛ إذا وجد رائحة الشيء.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه أحمد في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمرو، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده"، وله شاهد في "الصحيحين" وغيرهما من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة رضي الله تعالى عنهما.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس المذكور في أول الباب.
[تتمة]
قال الأبي: انظر لو انتسب لغير أبيه؛ لضرورة؛ كالمسافر ينزل الخوف به، فيقول: أنا ابن فلان لرجل محترم؛ لصلاح أو غيره، والظاهر أنه لا يتناوله هذا الوعيد، بخلاف ما لو انتسب لغير أبيه؛ ليكرم أو يعطى، الأظهر أن هذا يتناوله الوعيد؛ لعدم الضرورة إليه.
وانظر ما لو انتسب لأبيه من الزنا، وكان الشيخ ابن عرفة يقول: إنه أخف؛ لأنه أبوه لغةً لا شرعًا.
ويدل على أنه أبوه لغةً: حديث جريج، حيث قال الولد حين سأله جريج عن أبيه: أبي الراعي فلان.
وأما عكس ما في الحديث؛ وهو أن ينسب الرجل إلى نفسه غير ولده .. فيحتمل أنه من الباب، ويحتمل أن لا؛ لأن ما في الحديث عقوق، والعقوق