للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ".

===

(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يتباهى) ويتفاخر (الناس في) تشييد (المساجد) وتزيينها وإحكام بنائها ورفعه وتنقيشها والكتابة عليها بالكتابة الملهية لمن يصلي فيها، قال السندي: (يتباهى) أي: يتفاخر (في المساجد) أي: في بنائها، أو يأتون بهذا الفعل الشنيع؛ وهي المباهاة بما لا ينبغي وهم جالسون في المساجد. انتهى.

[فائدة]

وأول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك بن مروان؛ وذلك في أواخر عصر الصحابة، وسكت كثير من أهل العلم عن إنكار ذلك خوفًا من الفتنة. انتهى من "العون".

قوله: "حتى يتباهى الناس في المساجد" أي: يتفاخروا في شأنها أو بنائها؛ يعني: يتفاخر كلّ أحد بمسجده، ويقول: مسجدي أرفع أو أزين أو أوسع أو أحسن؛ رياءً وسمعة واجتلابًا للمدحة، قال ابن رسلان: هذا الحديث فيه معجزة ظاهرة؛ لإخباره صلى الله عليه وسلم عما يقع بعده؛ فإن تزويق المساجد والمباهاة بزخرفتها كثر من الملوك والأمراء في هذا الزمان بالقاهرة والشام وبيت المقدس؛ بأخذهم أموال الناس ظلمًا وعمارتهم بها المدارس على شكل بديع، نسال السلامة والعافية. انتهى، انتهى من "العون"، والناس الآن على قدمهم حذوًا بحذو، والعياذ بالله تعالى من كلّ شر وفتنة وظلمة، آمين.

ويؤيد هذا الحديث ما نقله الحافظ من "مسند أبي يعلى" و"صحيح ابن خزيمة" من طريق أبي قلابة أن أنسًا قال: سمعته صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>