(أن يسكت) سكتة لطيفة (حتى يتراد) أي: يرجع (إليه) صلى الله عليه وسلم (نفسه) -بفتحتين- أي: نفسه الذي انقطع بالقراءة، وتحصل له الراحة من تعب القراءة.
وفي "العون": واعلم أن المؤلف قد اختصر الحديث ولم يورده بتمامه، ورواه ابن ماجه هكذا: حدثنا جميل بن الحسن بن جميل ... إلى قوله: حتى يتراد إليه نفسه. انتهى منه.
[فائدة]
وفي رواية عبد الرزاق عن الحسن البصري، قال: كان سمرة بن جندب يؤم الناس في البصرة، فكان يسكت سكتتين؛ إذا كبر للصلاة، وإذا فرغ من قراءة أم القرآن، فعاب عليه الناس ذلك، فكتب إلى أبي بن كعب وهو بالمدينة في ذلك: أن الناس عابوا على، ولعلي نسيت وحفظوا، أو حفظت ونسوا، فكتب إليه أبي بن كعب: بل حفظت ونسوا.
وروى الطبراني في "الكبير" عن الحسن قال: قال سمرة: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين؛ سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة السورة، فعاب على عمران بن حصين، فكتبوا إلى أبي بن كعب في ذلك، فكتب أبي: أن صدق سمرة. انتهى.
فظهر من هذه الروايات أن القائل: فأنكر عليه عمران هو الحسن البصري، وأن القائل أيضًا: فكتبوا أو فكتب هو الحسن البصري، وفي رواية لأبي داوود: فكتبا بصيغة التثنية؛ أي: سمرة وعمران، وهذا كله حكاية عن الحسن ناقلًا عما سمع من سمرة، وأن الكتابة وقعت من سمرة، أو من سمرة وعمران، فهذا