هو الذي يحصل به التوفيق بين الروايات، وعلى كل حال فالكاتب إلى أبي بن كعب هو سمرة، أو هو وعمران، أو هما ومن وافقهما على ذلك، وأن الراوي لذلك هو الحسن البصري عن سمرة سماعًا منه، لا أنه كان حاضرًا حينما جرى بين سمرة وعمران بن حصين من الاختلاف في السكتتين، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة (١٢٢)، باب السكتة عند الافتتاح، رقم (٧٧٢)، والترمذي في كتاب الصلاة (١٨٦)، باب ما جاء في السكتتين في الصلاة، رقم (٢٥)، قال: وفي الباب عن أبي هريرة كما سيأتي، قال أبو عيسى: حديث سمرة حديث حسن، وهو قول غير واحد من أهل العلم، يستحبون للإمام أن يسكت بعدما يفتتح الصلاة وبعد الفراغ من القراءة، وبه يقول أحمد وإسحاق وأصحابنا، والنسائي في كتاب الافتتاح باب سكوت الإمام بعد افتتاحه الصلاة، والدارمي في كتاب الصلاة باب في السكتتين، رقم (١٢٤٣)، وأحمد في "المسند".
[تنبيه]
قلت: قد اختلف في صحة سماع الحسن عن سمرة: فقال شعبة: لم يسمع منه شيئًا، وقيل: سمع منه حديث العقيقة، وقال البخاري: قال علي بن المديني: سماع الحسن من سمرة صحيح، ومن أثبت .. فهو مقدم على من نفى، قاله الشوكاني، وقال في باب ما جاء في السكتتين تحت حديث الحسن عن سمرة: وقد صحح الترمذي حديث الحسن عن سمرة في مواضع في "سننه" منها: حديث: (نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة)، وحديث:"جار الدار أحق بدار الجار"، وحديث:"لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار"، وحديث:"الصلاة الوسطى صلاة العصر"، فكان هذا الحديث على مقتضى