وشارك المؤلف في رواية الحديث: البخاري في كتاب الأذان، باب ما يقول إذا سمع المنادي، ومسلم في كتاب الصلاة، باب القول مثل ما يقول المؤذن، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا أذّن المؤذن. قال أبو عيسى: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد في "مسنده"، والبزار في "مسنده"، ومالك في "الموطأ".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح اتفق عليه الأئمة الستة وإن كان إسناده معلولًا، كما مر، فغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
[تنبيه]
فهذا الحديث أخرجه الجماعة من حديث أبي سعيد الخدري؛ فقد رواه مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري، ومثل مالك رواه معمر وغير واحد عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد، لكن عبّاد بن إسحاق أحد أصحاب الزهري خالف هؤلاء، فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، ورواية مالك أصح؛ فإنه تابعه معمر وغير واحد، بخلاف رواية عبّاد بن إسحاق؛ فإنه لم يتابعه أحد، قال الحافظ في "الفتح": اختُلف على الزهري في إسناد هذا الحديث وعلى مالك أيضًا، لكنه اختلاف لا يقدح في صحة الحديث، فرواه عباد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، أخرجه النسائي وابن ماجه، وقال أحمد بن صالح وأبو حاتم وأبو داوود والترمذي: حديث مالك ومن تابعه أصح. انتهى، انتهى من "تحفة الأحوذي".