لزوجه (فاستعدوا) أي: فاستعدى أهله واستعانوا (عليه) أي: على الانتقام منه بالوالي؛ لأنهم ظنوا أنَّها كلمة سب وشتم؛ أي: رفعوه إلى القاضي؛ لينتقم لهم منه؛ لظنهم أنَّها كلمة قذف بالزنا، يقال: استعديت الأمير على فلان فأعداني؛ أي: استعنت به عليه؛ لينتقم لي منه ظلامتي، والاسم منه العدوى؛ وهي المعونة؛ والاستعداء: طلبك إلى الوالي ليعديك على من ظلمك؛ أي: لينتقم لك منه.
[تتمة]
قوله:(فإن في الصلاة شفاء) قال الموفق: الصلاة قد تبرئ من الم الفؤاد والمعدة والأمعاء وكذلك من كلّ الآلام، ولذلك ثلاث علل:
الأولى: أنَّها أمر إلهي حيث كانت عبادة؛ يريد أنَّها تدفع الأمراض بالبركة.
والثانية: أن النفس تلهو فيها عن الألم، ويقل إحساسها فتستظهر القوة عليه؛ فإن قوة الأعضاء والمعدة بمصَالحِه وحواسه التي سمتها الأطباء طبيعة .. هي الشافية الأمراض بإذن خالقها، والماهر من الأطباء يعمل كلّ حيلة في تقويتها إن كانت ضعيفة، وفي انتباهها إن كانت غافلة، وفي إلفاتها إن كانت معرضة، وفي استزادتها إن كا نت مقصرة؛ تارة بتحريك السرور والفرح، وتارة بالحياء والخوف والخجل، وتارة بتذكيرها وشغلها بعظائم الأمور وعواقب المصير وأمر المعاد؛ والصلاة تجمع ذلك كله أو أكثره؛ إذ يَحُضُّ العبدَ فيها خوف ورجاء وأمل وتذكر الآخرة وأحوالها، وكثير من الأمراض المزمنة تُشْفَى بالأوهام.
والثالثة: أمر ظني؛ وذلك أن الصلاة رياضة فاضلة للنفس؛ لأنَّها تشتمل على انتصاب وركوع وسجود وتورك، وغير ذلك من الأوضاع التي تتحرك معها