للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١١) - (١١) - بَابٌ: فِي فَضَائِلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

===

(١١) - (١١) - (باب: في فضائل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)

والفضائل جمع فضل؛ والفضل: المزية والدرجة والمنقبة، ويجمع على فواضل، وفرق بين الفضائل والفواضل بأن الفضائل المنقبة القاصرة على صاحبها؛ كالحلم والوقار والسكينة، والفواضل المنقبة المتعدية إلى الغير؛ كالعلم والكرم، وقيل: بالعكس، وقيل: هما بمعنىً واحد، والأصحاب جمع صاحب بمعنى الصحابي، والصحابي: من اجتمع به -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به في حال حياته، وإن لم يره أولم يرو عنه، اجتماعًا متعارفًا؛ وهو الاجتماع في الأرض بالجسد، ويعرف كونه صحابيًا بالتواتر كأبي بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما-، أو بالاستفاضة، أو بقول صحابي غيره: إنه صحابي، أو بقوله عن نفسه: إنه صحابي إذا كان عدلًا، والصحابة رضوان الله تعالى عليهم كلهم عدول؛ لظاهر الكتاب والسنة وإجماع من يعتد بإجماعه.

قال المازري: أمسكت فرقة من المسلمين عن التفضيل بينهم، وقالت: هم كالأصابع في الكف لا يتعرض لتفضيل بعضهم على بعض، وقال غير هؤلاء بالتفضيل، ففضلت الخطابية عمر -رضي الله عنه-، وفضلت الراوندية العباس -رضي الله عنه-، وفضلت الشيعة عليًّا -رضي الله عنه-، وفضل أهل السنة أبا بكر -رضي الله عنه-، قال القرطبي: لم يختلف السلف والخلف في أن أفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ولا عبرة بقول أهل التشيع والبدع. الأول منها:

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>