هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وفي قصي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمت، وأسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين، وقيل: ابن ست عشرة سنة، وعذبه عمه بالدخان ليرجع، فأبى وهاجر الهجرتين، ولم يتخلف عن غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سل سيفًا في سبيل الله، وكان يوم بدر على الميمنة وعليه عمامة صفراء، فنزلت الملائكة بعمائم صفر على سيماه، وقُتل يوم الجمل، قتله ابن جرموز، وكان ابن جرموز من أصحاب علي، وأُخبر على بذلك، فقال: بشِّر قاتل ابن صفية بالنار.
وهو أحد العشرة المبشرة، وله ثمانية وثلاثون حديثًا؛ اتفقا على حديثين، وانفرد (خ) بسبعة، وقتل وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل: خمس وستين، وقيل: بضع وخمسين رضي الله عنه ورحمه، وكان للزبير ألف مملوك تؤدي له الخراج يقسمه كل ليلة، ويقوم إلى داره وليس معه شيء ولم يخلف دينارًا ولا درهمًا سوى أرضين فيها غلة ودور، وخلف دينًا عليه ألف ألف درهم، وكان سبب دينه أنه إذا أُتي بأمانة .. يقول لربها: اكتبها علي دينًا حوطة عليها، وكان ابنه عبد الله ينادي في المواسم: من له على الزبير دين .. فليأتنا، ولما مضت أربع سنين اقتسمت ورثته الباقي، وكانت له أربع زوجات، كل واحدة في نصيبها ألف ألف درهم. انتهى " أبي".