للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١١) - (١٤) - فَضْلُ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ وَالْمِقْدَادِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

===

(١١) - (١٤) - (فضل سلمان وأبي ذر والمقداد رضي الله عنهم)

أما سلمان .. فقصته طويلة، ملخصها: أنه هرب من أبيه لطلب الحق، وكان مجوسيًا فارسيًا من رامهرمز من قرية يقال لها: حي، وقيل: بل من أصبهان، وكان أبوه مجوسيًا من قوم مجوس، فلحق براهب، ثم براهب، ثم بآخر، وكان يصحبهم إلى وفاتهم، حتى دله الأخير إلى الحجاز، وأخبره بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصده مع بعض الأعراب فغدروا به وباعوه في وادي القرى ليهودي، ثم اشتراه منه يهودي آخر من بني قريظة، فقدم به المدينة.

فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأى عليه علامات النبوة .. أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كاتب عن نفسك" وأعانه صلى الله عليه وسلم بما كاتب عليه نفسه، فكان سبب عتقه، وكان يعد من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك، وكان يكنى أبا عبد الله، وكان ينسب نفسه إلى الإسلام، فيقول: أنا سلمان ابن الإسلام، عاش مئتين وخمسين سنة، وقيل: مئتين وخمسًا وسبعين سنة، وقيل: ثلاث مئة وخمسين سنة، قال ابن الجوزي: والأول أصح، ومات سنة ست وثلاثين بالمدائن، وكان أول مشاهده الخندق، وجملة ما حفظ له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستون حديثًا، في الصحيح منها سبعة، والله أعلم.

وأما أبو ذر .. فاسمه جندب - على الأصح - ابن جنادة بن عمرو بن مليل بن حرام بن غفار بن كنانة، من كبار الصحابة، أسلم بعد أربعة، ثم انصرف إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم عام الحديبية بعد أن مضت بدر وأحد والخندق،

<<  <  ج: ص:  >  >>