أي: من الأمرين اللذين خير بينهما، وفي بعض النسخ: الأشد منهما؛ أي: الأصعب، قال القاري: قيل: هذا بالنظر إلى نفسه فلا ينافي رواية: "ما خُيِّر عمار بين أمرين .. إلا اختار أيسرهما" فإنه بالنظر إلى غيره، والأظهر في الجمع بين الروايات: أنه كان يختار أصلحهما وأصوبهما فيما تبين ترجيحه، وإلا .. فاختار أيسرهما. انتهى.
قيل: في هذا الحديث دليل على أن الرشد مع علي رضي الله عنه في خلافته، وأن معاوية أخطأ في اجتهاده ولم يكن على الرشد؛ لأن عمارًا رضي الله عنه اختار موافقة علي، وكان معه يوم صفين حتى استشهد في ذلك الحرب.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: الترمذي؛ أخرجه في كتاب المناقب، باب مناقب عمار بن ياسر، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه، وهو شيخ كوفي، وقد روى عنه الناس، وله ابن يقال له: يزيد بن عبد العزيز، ثقة، روى عنه يحيى بن آدم. انتهى.
فهذا الحديث درجته: أنه حسن لما مر، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره في فضل عمار رضي الله عنه: ثلاثة أحاديث: