للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صرَفَ اللهُ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّار، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى".

===

فقلت في الدنيا ذلك القول الذي قال فيه الناس، ولا أدري ما هو الآن؛ يريد أنه كان مقلِّدًا في دينه للناس، ولم يكن منفردًا عنهم بمذهب، فلا اعتراضَ عليه حقًّا كان ما عليه أو باطلًا، كذا في "المرقاة" (١/ ٢٣٤).

(فيفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها) أي: إلى حسن الجنة وزينتها (و) إلى (ما فيها) من الحور والقصور (فيقال له) تنديمًا له: (انظر إلى ما) أي: إلى نعيم (صَرَف اللهُ) أي: دفعه الله (عنك) وحرمك عنه بالكفر والمعاصي (ثم يفرج) ويفتح (له فرجة) - بضم الفاء - أي: كَوَّةٌ وطاقةٌ (قبل النار) أي: جهة النار (فينظر إليها) أي: إلى النار حالة كونها (يحطم بعضها) ويضرب (بعضًا) آخر منها (فيقال له: هذا) المنزل (مقعدك) ومقرك في العقبى؛ لأنك (على الشك كنت) في دينك (وعليه) أي: وعلى الشك (مت، وعليه) أي: وعلى الشك (تبعث) أي: تحشر يوم القيامة (إن شاء الله تعالى).

[فائدة]

وفي قوله: في هذا الحديث: "فيجلس الميت في قبره" دلالة عند الجمهور على أن سؤال الميت وعذابه في القبر يكون لروحه مع الجسد، لا على الروح فقط، وأن هذه الأحاديث تدل عندهم على ثبوت عذاب القبر وسؤاله، وفيه مذاهب ستة:

الأول منها: مذهب الخوارج؛ وهو إنكار عذاب القبر مطلقًا، وبه قال بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>