المعتزلة؛ مثل: ضرار بن عمرو وبشر المريسي ومن وافقهما، وهو قول مردود بالنصوص المتواترة معنىً، وقد فصلها العلامة العيني في "عمدة القاري"(٤/ ١٦١ - ١٦٢)، والتفتازاني في "شرح المقاصد"، والشريف الجرجاني في "شرح المواقف"، ورد كلهم على ما استدل به المنكرون لعذاب القبر.
والثاني: أن عذاب القبر إنما يقع على الكفار دون المؤمنين، وهو مذهب بعض المعتزلة؛ كالجَيَّاني، حكاه عنهم الحافظ في "الفتح"(٣/ ٢٣٣)، وحديث عذاب القبر لمن كان لا يستبرئ من بوله، ولمن كان يمشي بالنميمة .. يرد عليهم، وكذلك ترد عليهم بعض الأحاديث الأخرى.
والثالث: أن السؤال يقع على الروح فقط، من غير عود الروح إلى الجسد، وهو مذهب ابن حزم وابن هبيرة؛ كما نقل عنهما الحافظ في "الفتح"(٣/ ٢٣٥) وحديث الباب حجة عليهم؛ لأنه لا معنى لإجلاس الروح، وإنما يقع الإجلاس على الجسد.
والرابع: أن السؤال في القبر يقع على البدن فقط، وأن الله يخلق فيه إدراكًا؛ بحيث يسمع ويعلم ويلذ ويألم، وهو قول ابن جرير وجماعة من الكرامية؛ كما نقل عنهم الحافظ.
والخاص: أن الميت لا يشعر بالتعذيب وبغيره إلا بين النفختين، قالوا: وحاله كحال النائم والمغشي عليه، لا يحس بالضرب ولا بغيره إلا بعد الإفاقة، وهذا مذهب أبي الهذيل ومن تبعه، حكاه الحافظ أيضًا، ورد عليه بحديث الباب.
والسادس: مذهب جمهور أهل السنة؛ وهو أنه تعاد الروح إلى الجسد، أو إلى بعضه عند السؤال أو العذاب؛ كما ثبت في الحديث، ولو كان على الروح