للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٣٨) - (٨٩٨) - بَابُ الْمُخَنَّثِينَ

===

(٣٨) - (٨٩٨) - (باب المخنثين)

جمع مخنث، وقال أهل اللغة: المخنث - بكسر النون المشددة وفتحها -: هو الذي يُشْبِهُ النساءَ في أخلاقه وكلامه وحركاته وسكناته، وتارة يكون هذا خِلقةً من الأصل، وتارة بِتكلُّفٍ وتكسُّبٍ.

وهذا الثاني وهو الذي يتكلَّفُ أخلاقَ النساء وحركاتِهن وهيئاتِهن وكلامَهن .. هو المذموم الذي جاء في الأحاديث الصحيحة لَعْنُهُ، وهو بمعنى الحديث الآخر: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين بالنساء من الرجال".

بخلاف الأول؛ وهو معذور لا إثمَ ولا عُتْب عليه؛ لأنه لا صُنْعَ له في ذلك، ولهذا أَقرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أوَّلًا دخولَه على النساء، ولما ظهر له أنه يعرف النساء .. أنكر دخولَه عليهن، كذا في "النووي".

وأمَّا مَن تخَانَثَ وتَشبَّه بالنساء .. فقد أَتَى كبيرة مِن أَفْحَشِ الكبائر، لعَنَه اللهُ عليها ورسولُه، ولا يُقَرُّ عليها، بل يُؤدَّب بالضربِ الوجيعِ، والسجنِ الطويل، والنفيِ حتى يَنْزِعَ عن ذلك، ويكفي دليلًا على ذلك ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (لعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المتشبِّهينَ من الرجال بالنساء والمتشبهاتِ من النساء بالرجال) رواه البخاري برقم (٥٨٨٥)، وقال: "أَخْرجُوهم مِن بُيوتكم" رواه البخاري أيضًا برقم (٥٨٨٦).

وأخرج فلانًا وفلانًا، غَيْرَ أنه لا يُقتل؛ لما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - رضي الله تعالى عنه (أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتِي برجل قد خَضَب يدَيْه ورجلَيه، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>