عمل الخير في تلك الليلة، وقوله: "حرمها" بالبناء للمفعول، وكذا الأفعال التي بعده، قيل المراد: أنه حرم لطف الله وتوفيقه، ومنع من الطاعة فيها والقيام بها، ولعل هذا هو الذي فاته العشاء جماعة تلك الليلة. . (فـ) كأنما (قد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم) وهو الذي لا حقاله في السعادة؛ أي: إلا من سبق عليه حرمانه من الخير في الأزل.
[تتمة]
قوله: "دخل رمضان" فيه دليل على جواز أن يقال: (رمضان) من غير ذكر (شهر) بلا كراهة، ونقل عن أصحاب مالك الكراهة، وعن ابن الباقلاني منهم وكثير من الشافعية إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر؛ كما في هذا الحديث. . فلا يكره، والجمهور على الجواز، وتمسك المانعون بحديث ضعيف عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقولوا: رمضان؛ فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان" أخرجه ابن عدي في "الكامل" وضعفه؛ لأنه من حديث أبي جعفر نجيح، وهو ضعيف.
قال النووي: وأسماء الله تعالى توقيفية لا تثبت إلا بدليل صحيح، ولو ثبت أنه اسم. . لم يلزم منه كراهة. انتهى، قال ابن عابدين: وعامة المشايخ على أنه لا يكره؛ لمجيئه في الأحاديث الصحيحة؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا. . غفر له ما تقدم من ذنبه"، وكقوله: "عمرة في رمضان تعدل حجةً"، ولم يثبت في المشاهير كونه من أسمائه تعالى، ولئن ثبت. . فهو من الأسماء المشتركة؛ كالحكيم والحليم، كذا في "الدّرايَةِ". انتهى.
قال القرطبي: و (رمضان) مأخوذ من رَمِضَ الصائمُ يَرْمَضُ، من باب