(قال) المسور بالسند السابق: (فنزل علي) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه؛ أي: تنازَلَ واستقالَ عليٌّ (عن الخطبة) وتركَها؛ أي: عن خطبةِ بنت أبي جهل وغيرها، ولم يتزوج على فاطمة ولا تَسرَّى عليها حتى ماتَتْ، رضي الله تعالى عنها.
وشارك المؤلف في روايةِ هذا الحديث: البخاريُّ في كتاب الجمعة، بابُ مَنْ قال في الخُطبةِ بعد الثناء، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، بابٌ في فضائل فاطمة، وأبو داوود في كتاب النكاح، بابُ ما يُكْرَهُ أن يُجْمَعَ بينهن من النساء.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضُه: الاستشهاد به.
[تتمة]
قال القرطبي: أبو العاص هو زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله تعالى عنه، واسمه لقيط عند الأكثر، وقيل: هُشيم، أو مَهْشَمُ بن الربيع بن عبد العزى بن عبد الشمس بن عبد مناف، وأمُّهُ هالةُ بنتُ خُويلد أختُ خديجة لأبيها، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكحه زينبَ، وهي أكبر بناته، وذلك بمكة، فأحسن عشرتَها وكان محبًا لها، وأرادت منه قريش أن يطلقها، فأبى، فشكر له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
ثم إنه حَضَرَ مع المشركين ببدرٍ، فأُسِرَ وحُمل إلى المدينة، فبعثَتْ فيه زينبُ قلادتَها، فرُدَّتْ عليها، وأُطْلِقَ لها، وكان وَعَدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يُرْسِلَها إليه، ففعلَ، وهاجرتْ زينب، فبقيَ هو بمكة على شِرْكِهِ إلى أن خرج في عِيرٍ لقريش تاجرًا؛ وذلك قُبيل الفتح بيسير، فعرَضَ لتلك العير زيدُ بن