(ثُمَّ) بعد الشهادتين (قال: أمَّا بَعْدُ) أي بعدما ذكرْتُ من الحمدلةِ والشهادتينِ: (فـ) أقول لكم أيها الحاضرون: (إني قد أنكحْتُ) وزوَّجْتُ بنتي زينبَ أكبرَ بناته (أبا العاص) لَقِيطَ (ابن الربيع) بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشميَّ (فحدَّثَني) أبو العاص بأني أُرْسِلُ لك بنتَك إلى المدينة حين بَقِيَ على الشرك (فصدقني) ذلك الوَعْدَ بإرسالها إليَّ في المدينة، ولعل هذا إشارة له إلى أن أبا العاص لمَّا أُسِرَ يومَ بدر. . أطلقه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أن يُرسِلَ زوجتَهُ زينبَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوفى بذلك وأَرْسَلَها، وقوله:"ووعدني. . ." إلى آخره، من زيادة مسلم في "صحيحه".
(وإن فاطمةَ بنتَ محمد بضعةٌ مني) أي: قطعة مني، يُؤذيني ما آذاها (وأنا أَكْرَهُ أن تفتنوها) في دينها، والخطابُ لبني هشام بن المغيرة ولعليِّ بن أبي طالب.
وفي رواية مسلم:"أن يفتنوها"(وإنها) أي: وإن القصةَ وجملةُ القسم في قولِهِ: (والله) معترضةٌ بين إن وخبرها، أتى بها لتأكيد الكلام (لا تجتمع بنت رسول الله) صلى الله عليه وسلم (وبنت عدو الله عند رجل واحد) أي: في عصمته (أبدًا) أي: أمدًا وعوضًا، وأبدًا ظرف مستغرق لما يستقبل من الزمان، وفي هذا دليل على أن ولد الحبيب حبيب، وولد العدو عدو إلى أن يتيقن خلاف ذلك. انتهى من "المفهم".