وليس الأمر كذلك؛ فإن الحلف بغير الله تعالى لا ينعقد؛ كما هو مصرح في كتبهم.
نعم؛ إذا حلف بقوله: إن لم أفعل كذا وكذا .. فأنا كافر، أو يهودي، أو نصراني .. فإن ذلك ينعقد عندهم يمينًا؛ لأن العرف شائع بذلك، ومبنى الأيمان على العرف. انتهى.
[مبحث في اللات والعزى وتاريخهما]
اللات والعزى كلاهما صنمان يعبدهما الجاهليون؛ فأما اللات .. فقد روي بتخفيف التاء وبتشديدها؛ كما في "لسان العرب"(٢/ ٣٨٨)، وهي من الأصنام القديمة المشهورة عند العرب، وذكر ابن الكلبي في كتاب الأصنام له أنه كان صخرة مربعة بيضاء، بنت ثقيف عليها بيتًا، صاروا يسيرون إليه، يضاهون به الكعبة، وله حجبة وكسوة، ويحرمون واديه، وكانت سدانته لال أبي العاص أو لبني عتاب بن مالك، وكانت قريش وجميع العرب يعظمونه أيضًا، ويتقربون إليه، حتى إن ثقيفًا كانوا إذا قدموا من سفر .. توجهوا إلى بيت اللات أولًا؛ للتقرب إليه وشكرِه على السلامة، ثم يذهبون بعد ذلك إلى بيوتهم. انتهى من "معجم البلدان" للحَمَوِي (٤/ ١٧).
واختلف المؤرخون في موضع اللات: فقيل: إنه كان بالطائف، وقيل: بنخلة، وقيل: بعكاظ، وقيل: في جوف الكعبة، والأصح: أنه كان بالطائف في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم؛ كما حكاه الحموي في "معجم البلدان"(٤/ ١٧) عن ابن المنذر، فهدمه المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.