واختلفوا أيضًا في وجه تسميته: فذكر ابن جرير في "تفسيره"(٢٧/ ٣٤) أن اللات هي من الله، ألحقت فيه التاء فأنث؛ كما قيل: عمرو للذكر، وعمرة للأنثى، وحكاه العيني أيضًا عن الثعلبي، ثم قال: أرادوا أن يسموا آلهتهم بلفظة الله، فصرفها الله إلى اللات؛ صيانة لهذا الاسم الشريف، كذا في "عمدة القاري"(١١/ ٣٥).
وذكر غير واحد من العلماء أنه بتشديد التاء اسم فاعل؛ من لت السويق والسمن، وكان في ذلك الموضع رجل يلت السويق للحجاج، فلما مات .. عكفوا على قبره فعبدوه، وإليه أشار ابن عباس عند البخاري في تفسير سورة النجم من "صحيحه".
واختلفوا في اسم ذلك الرجل: فقيل: إنه عامرُ بن الظَّرِبِ العُدوَانِيُّ، وقيل: صِرْمةُ بن غُنْم، وقيل: غيره، راجع كتب التفسير، و"لسان العرب"، و"تاج العروس"، "وعمدة القاري"، "وفتح الباري".
وأما العزى .. فهي صنمٌ أنثى كذلك، وهي أَحْدَثُ عهدًا في رأي ابن الكلبي من اللاتِ ومناة، اتخذها ظَالمُ بن أسعد، ووُضعت بِوَادٍ من نخلَةِ الشام، يقال له: الحُراض بإزاءِ الغُمير، عن يمين المصعد إلى العراق من مَكة؛ وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، ويظهر أَنَّ العزى كانت سمرات لها حمىً، وكان الناس يتقربون إليها بالنذور، وهي عبادة من العبادات المعروفة للشجر، وقد ذكر الطبري روايات عديدة تفيد أن العزى شُجَيرات، ولكنه أورد روايات أخرى تفيد أنها حجر أبيض، راجع "تفسيره"(٢٧/ ٣٥)، وذكَرَ ابن حبيب في "المحبّر"(٣/ ٥) أن العزى شجرة بنخلة عندها وثن تعبدها غطفان، سدنتُها من بني صِرمة بن مرة.