الحمد لله الذي أنزل الكتاب، وأكرم سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم بشرف الخطاب، فكان خاتم المرسلين، وإمام المتقين، وسيد الأولين والآخرين، الموكل إليه بالبيان والتبيين.
وحمى هذا الدِّين بصحابةٍ كرام، حملوا الأمانة وبلَّغوها للأنام، ثم بمن تبعهم وسار على إثرهم ولم يَحِدْ عن نهج الإسلام، فردَّ الله كيد الكائدين، ومكر الماكرين الذين كادوا لهذا الدين، وأبى الله إلا أن يتمُّ الأمر للموحدين، فله الحمد في الأولى والآخرة وهو يتولى الصالحين.
وبعد:
فلقد حفظ الحق سبحانه القرآن الكريم من التحريف، والتغيير والتبديل والتزييف، وكان يقتضي هذا حفظ السنة النبوية؛ لأنها شارحة للقرآن، مبينة للأحكام.
ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم جميع الأمة على تبليغ أحاديثه وسنته فقال:"بلِّغوا عني ولو آية" وفي هذا الحديث اللطيف: تكليف وتشريف وتخفيف، ودعا صلى الله عليه وسلم لحامل سنته، ومبلغ شريعته بنضارة الوجه، فقال صلى الله عليه وسلم:"نضَّر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فربَّ مبلغٍ أوعى من سامع".