وبلغني أن أهل المغرب الأدنى الآن لا تأذين عندهم سوى مرة.
وروى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر، قال: الأذان الأول يوم الجمعة بدعة، فيحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإنكار، ويحتمل أنه يريد أنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ما لم يكن في زمنه سمي بدعة، لكن منها ما يكون حسنًا، ومنها ما يكون بخلاف ذلك، وتبين بما مضى أن عثمان أحدثه لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة قياسًا على بقية الصلوات، فألحق الجمعة بها، وأبقى خصوصيتها بالأذان بين يدي الخطيب. انتهى.
[تنبيه]
قال بعض الحنفية: الأذان الثالث الذي هو الأول وجودًا إذا كانت مشروعيته باجتهاد عثمان وموافقة سائر الصحابة له بالسكوت وعدم الإنكار .. صار أمرًا مسنونًا نظرًا إلى قوله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين". انتهى، انتهى "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجمعة، باب الأذان يوم الجمعة، وفي مواضع كثيرة، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب النداء يوم الجمعة، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في أذان الجمعة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الجمعة، باب الأذان للجمعة.
فدرجة الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.