(رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس) أيها الرجل؛ (فقد آذيت) الناس بتخطيك (وآنيت) كآذيت وزنًا؛ أي: أخرت المجيء وأبطأت فيه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث عبد الله بن بسر، رواه أبو داوود والنسائي والبيهقي.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن؛ لأن له شاهدًا، كما ذكرناه، ضعيف السند؛ لما ذكرناه.
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
ولكنه أخطأ، والله أعلم؛ لأن إسماعيل بن مسلم متفق على ضعفه، والله أعلم، والصواب ما قلناه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
[فائدة]
قد فرَّق النووي بين التخطي والتفريق بين الاثنين، وجعل ابن قدامة في "المغني" التخطي هو التفريق، قال العراقي: والظاهر الأول؛ لأن التفريق يحصل بالجلوس بينهما وإن لم يتخط، وقد اختلف أهل العلم في حكم التخطي يوم الجمعة: فقال الترمذي حاكيًا عن أهل العلم: إنهم كرهوا تخطي الرقاب يوم الجمعة وشددوا في ذلك، وحكى أبو حامد في تعليقه عن الشافعي التصريح بالتحريم.
وقال النواوي في "زوائد الروضة": إن المختار تحريمه للأحاديث الصحيحة، واقتصر أصحاب أحمد على الكراهة فقط، وروى العراقي عن كعب الأحبار أنه قال: لأن أدع الجمعة أحبُّ إليَّ من أن أتخطى الرقاب، وقال ابن المسيب: لأن أُصلي الجمعة بالحرة أحب إليَّ من التخطي، وروي عن أبي هريرة نحوه،