هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا، وهو أصغر أولاد أبي طالب الثلاثة؛ جعفر وعقيل وطالب، واتفق الجمهور على أنه أول من أسلم من الصبيان؛ لحديث:"أولكم واردًا على الحوض أولكم إسلامًا علي بن أبي طالب" وعن علي قال: عبدت الله تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة بخمس سنين، وعنه ما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير خديجة، وأما أول من أسلم من الرجال .. فأبو بكر الصديق، وأول من أسلم من النساء .. فخديجة بنت خويلد.
واختلف في سن على حين أسلم: فقيل: خمس سنين، وقيل: ثمان، وقيل: اثنا عشر، وقيل: ثمانية عشر، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها إلا تبوك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه مع أهله، وقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ وزوجه ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وله من العلم والشجاعة والحلم والزهد والورع وكرم الأخلاق ما لا يسعه كتاب.
بويع بالخلافة في اليوم الذي قتل فيه عثمان، واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار إلا نفر يسير، وسئل عنهم، فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم يعضدوا الباطل، وتخلف عن بيعته معاوية في أهل الشام، والتحمت بينهما حروب لم يسمع بمثلها في الإسلام، ولم يزل له فيها الظهور