على الفئة الباغية إلى أن وقع التحكيم وخُدِعَ فيه، وحينئذ خرجت الخوارج فكفروه وكفروا من معه، وقالوا: حكمت الرجال في دين الله، والله يقول: إن الحكمُ إلا لله، ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء.
فخرج إليهم بمن معه وطلبهم إلى الرجوع، فأبوا إلا القتال، فقاتلهم بالنهروان واستأصل جميعهم، ولم ينج منهم إلا اليسير، فانتدب إليه رجل من بقية الخوارج، يقال له: عبد الرحمن بن ملجم، فضربه بالسيف المسموم ليلة السابع عشر من رمضان وقت الصبح في مسجد الكوفة، وكان على يخرج إلى المسجد أول الأذان يوقظ الناس لصلاة الصبح، فخرج ينادي: أيها الناس الصلاة الصلاة، فضربه ابن ملجم بالسيف على عاتقه، وقبض عليٌّ ليلة تسع عشرة من رمضان سنة أربعين، وخرجوا به ليلًا، فدفن بظهر الكوفة خوف أن ينبشه الخوارج.
واختلف في سنه: فقيل: سبع وخمسون، وقيل: ستون، وقيل: ثلاث وستون وهو الصحيح، وكانت مدة خلافته خمس سنين غير ثلاثة أشهر، وكان على أوصى الحسن، فقال له: إن أنا متُّ من ضربته، فاضربه ضربة كضربته، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المُثْلة ولو بالكلب العقور.
* * *
(١١٢) - ١١٢ - (١)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي أبو الحسن الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
قال:(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، ثقة، من