النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الصعب على علمه أن الحمار صيد له صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصيد، باب إذا أهدي للمحرم حمارًا وحشيًّا حيًّا لم يقبل، ومسلم في كتاب الحج، باب تحريم الصيد على المحرم، والترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في كراهية لحم الصيد للمحرم، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
[تتمة]
قال الحافظ رحمه الله تعالى: واستدل بهذا الحديث على تحريم الأكل من لحم الصيد على المحرم مطلقًا؛ لأنه اقتصر في التعليل على كونه محرمًا، فدل على أنه سبب الامتناع خاصةً، وهو قول علي وابن عباس وابن عمر والليث والثوري وإسحاق؛ لحديث الصعب هذا، ولما أخرجه أبو داوود وغيره من حديث علي رضي الله تعالى عنه أنه قال لناس من أشجع: أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له رجل حمار وحش وهو محرم، فأبى أن يأكله؟ قالوا: نعم.
لكن يعارض هذا الظاهر ما أخرجه مسلم أيضًا من حديث طلحة أنه أهدى له لحم طير وهو محرم، فَوَفَّقَ مَنْ أكَلَه - أي: حكم له بالتوفيق للصواب - وقال: أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديث أبي قتادة الأنصاري المذكور في الباب بعده، وحديث عمير بن سلمة أن البهزي أهدى النبي صلى الله عليه وسلم ظبيًا وهو محرم، فأمر أبا بكر الصديق أن يقسمه بين