قوله:"وإن وجدناه لبحرًا"(إن) مخففة من الثقيلة؛ بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها، واللام لام الابتداء، وتسمى اللام المزحلقة؛ لأنها زحلقت عن محلها؛ لأن محلها محل المبتدأ، فزحلقت عنه إلى الخبر، ولفظ:(بحرًا) هو خبر المبتدأ، دخل عليهما الناسخ، وما ذكره الحافظان هنا - العيني وابن حجر - تعسف لا يليق بهما رحمهما الله تعالى، أو سبق قلم، أو سهو، والله أعلم؛ فإنهما ذكرا أن اللام زائدة على مذهب البصريين، وإن نافية، واللام بمعنى إلا على مذهب الكوفيين، وليس كذلك، بل الصواب ما قلناه؛ كما يعلم ذلك بالمراجعة إلى كتب النحو.
[تنبيه على تنبيه]
والتعسف: هو الخروج عن الطريق الجادة. انتهى من "حاشية الحميدي على تحفة المحتاج على متن المنهاج" لابن حجر الهيتمي المكي في المقدمة، والله أعلم، وفوق كل ذي علم عليم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في مواضع كثيرة؛ منها: كتاب الجهاد، باب الشجاعة في الحرب والجبن، ومسلم في كتاب الفضائل، باب شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داوود في كتاب الأدب، ما روي في الرخصة في ذلك، والترمذي في كتاب الجهاد، باب الخروج عند الفزع.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به.