للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فقط .. لم يكن للبدن بذلك اختصاص، ولا يمنع ذلك كون الميت قد تفرق أجزاؤه؛ لأن الله قادر على أن يعيد الحياة إلى جزء من الجسد، ويقع عليه السؤال؛ كما هو قادر على أن يجمع أجزاءه.

قال الحافظ: والحامل للقائلين بأن السؤال يقع على الروح فقط .. أن الميت قد يشاهد في قبره حال المسألة لا أثر فيه؛ من إقعاد ولا غيره، ولا ضيق في قبره ولا سعة، وكذلك غير المقبور؛ كالمصلوب، وجوابهم: أن ذلك غير ممتنع في القدرة، بل له نظير في العادة، وهو النائم؛ فإنه يجد لذةً وألمًا لا يدركه جليسه، بل اليقظان قد يدرك ألمًا أو لذةً لما يسمعه أو يفكر فيه، ولا يدرك ذلك جليسه، وإنما أتى الغلط من قياس الغائب على الشاهد، وأحوال ما بعد الموت على ما قبله، والظاهر أن الله تعالى صرف أبصار العباد وأسماعهم عن مشاهدة ذلك وستره عنهم؛ إبقاءً عليهم؛ لئلا يتدافنوا، وليست للجوارح الدنيوية قدرة على إدراك أمور الملكوت، إلا من شاء الله تعالى إدراكه ذلك.

قال الحافظ: وقد ثبتت الأحاديث بما ذهب إليه الجمهور؛ كقوله: (إنه ليسمع قرع نعالهم) وقوله: (تختلف أضلاعه) لضمة القبر، وقوله: (يسمع صوته إذا ضربه بالمطراق) وقوله: (يضرب بين أذنيه) وقوله: (فيقعدانه) وكل ذلك من صفات الأجساد؛ كذا في "الفتح" (٣/ ٣٣٥).

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث البراء بن عازب، أخرجه المؤلف بعد هذا الحديث، وأبو داوود مختصرًا ومطولًا، والنسائي في " سننه"، والحاكم في "المستدرك"، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في إثبات عذاب القبر، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، وعبد الله بن أحمد في "السنة".

<<  <  ج: ص:  >  >>