ويدل على سبقية إسلامه حديث مسلم، وكان غلب عليه التعبد والتزهد، فكان يعتقد أن جميع ما يفضل عن الحاجة كنز، فإمساكه حرام، ودخل الشام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فوقع بينه وبين معاوية نزاع في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ... } الآية (١)، فشكاه معاوية إلى عثمان، فأقدمه عثمان المدينة فزهد فيما في أيديهم، واستأذن عثمان في سكناه الربذة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن له في البدو، فأقام في الربذة في موضع منقطع إلى أن مات سنة اثنتين وثلاثين على ما قاله ابن إسحاق، فصلى عليه ابن مسعود منصرفه من الكوفة في ركب، ولم يوجد له شيء يكفن فيه، فكفنه رجل من الركب في ثوب من غزل أمه، وكان أوصى ألا يكفنه أحد، ولي شيئًا من أعمال السلطان، وخبره في ذلك معروف، وله مئتا حديث وأحد وثمانون حديثًا؛ اتفقا على اثني عشر حديثًا، وانفرد (خ) بحديثين، و (م) بتسعة عشر.
وأما المقداد .. فهو المقداد بن الأسود بن عمرو بن ثعلبة الكندي، البهراني حلفًا، أبو عمرو بن الأسود صحابي مشهور، تبناه عبد يغوث، له اثنان وأربعون حديثًا؛ اتفقا على حديث، وانفرد (م) بثلاثة، مات سنة ثلاث وثلاثين (٣٣ هـ) وهو ابن سبعين سنة.
* * *
(٢٥) - ١٤٧ - (١) - (حدثنا إسماعيل بن موسى) الفزاري أبو محمد الكوفي، نسيب السدي وقريبه.
قال أبو حاتم ومطين: كان صدوقًا، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال