للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْنَا لِقَتَادَةَ: مَا هَاتَانِ السَّكْتَتَانِ؟ قَالَ: إِذَا دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: وَإِذَا قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} .. قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُمْ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ

===

صلى الله عليه وسلم، (قال سعيد) بن أبي عروبة: (فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال) قتادة: إحداهما (إذا دخل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (في صلاته) بالتكبير .. يسكت قبل الشروع في الفاتحة؛ يعني: إذا فرغ من تكبيرة الإحرام يسكت قبل الشروع في الفاتحة، قيل: الغرض من هذه السكتة؛ ليفرغ المأمومون من النية وتكبيرة الإحرام؛ لأنه لو قرأ الإمام الفاتحة عقب التكبير .. لفات من كان مشتغلًا بالتكبير والنية بعض سماع القراءة.

قلت: الصحيح أن الغرض من هذه السكتة؛ ليقول الإمام: اللهم؛ باعد بيني وبين خطاياي ... إلى آخره، أو غير ذلك من دعاء الاستفتاح. انتهى من "العون".

(و) ثانيتهما: (إذا فرغ من القراءة) أي: من قراءة الفاتحة قبل أن يشرع في السورة؛ ليتم المأمومون فاتحتهم، قال لنا سعيد: (ثم قال) لنا قتادة (بعد) بالبناء على الضم؛ لقطعها عن الإضافة ونية معنى المضاف إليه؛ أي: قال لنا بعدما قال أولًا: وإذا فرغ من القراءة لفظة: (و) ثانيتهما: (إذا قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (١) بيانًا لما أبهمه أولًا في قوله: (وإذا فرغ من القراءة) لأنه يحتمل الفراغ من قراءة السورة؛ أي: وثانيتهما إذا فرغ من قراءة الفاتحة كلها بتمامها.

(قال) قتادة: (وكان يعجبهم) أي: يعجب الصحابة ويحبهم (إذا فرغ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (من القراءة) أي: من قراءة الفاتحة


(١) سورة الفاتحة: (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>